أحدث المشاركات

هطالة الغيم» بقلم هائل سعيد الصرمي » آخر مشاركة: هائل سعيد الصرمي »»»»» قصة ابن زريق البغدادي مع قصيدته اليتيمه» بقلم هائل سعيد الصرمي » آخر مشاركة: هائل سعيد الصرمي »»»»» غزة العزة» بقلم المختار محمد الدرعي » آخر مشاركة: المختار محمد الدرعي »»»»» نظرات في مقال طب أكلة لحوم البشر ومصاصين الدماء» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» مرايا - صفحة للجميع» بقلم محمد نعمان الحكيمي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الهارب و صاحب المعطف بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» البحر خلفي والعدو أمامي» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»» شقوة» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الحمد لله زال الهم وانقشعا» بقلم عبدالله بن عبدالرحمن » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: سفير_الحسنات

  1. #1
    الصورة الرمزية سجاد الصالحي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jul 2016
    المشاركات : 101
    المواضيع : 11
    الردود : 101
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي سفير_الحسنات

    سفير الحسنات /سجاد الصالحي
    :





    سفير الحسنات /سجاد الصالحي

    ***** حلّ ضيفاً، خفيف الظّل، من بلاد أبهرت أدمغة البشر بتكنلوجيتها. تقدّم بخطوات ثابتة، أوصد خلفهُ الباب، دلف من شرخ بين علمين، رُسمت على قطعة قماش بيضاء، إشراقة شمس حمراء. وخُطّت الأخرى بثلاثة ألوان، ترمز للتّضحيات، تحتضن اسم الله بين أذرعها.

    ***** ساريتا العلم انتصبتا، كأنّهن حرس النظام، رصّع رأسيهما تاج ذهبي. تقدّمتهما منصة، لا يظهر منها سوى رأس جانبي لنسر يرمق ثعلباً. انسلّ من بيت الجيران، دلف من شرخ الجدار بين الأشجار، تسلّل، هجم بمكر على أعشاش الهيثم، زعق النّسر، خفق بجناحيه، هرب الماكر، وأبواب الجيران موصدة، وشرخ الجدار، لم يرمم.

    ***** اقترب الضّيف، أسند راحتيهُ على أكتاف المنصّة، أحنى قليلاً قامتهُ، كعادتهُ في بلاده، محيّياً أجساداً توارت خلف أعيُن العدسات، ثمّ انحنى أكثر، حتى كاد يلامس ناصيته رأس المذياع، رمى بهذه التحية، في أغوار بعيدة، إلى أُناس رابضين فوق السواتر، يصهرون البرد بأجساد حمئة، يُرمّمون ذلك الشرخ الصغير، الذي هدم، نتيجة اقتحام أبقار القوم، بعدما تيبّس كلأ أدمغتهم. هجمت على حقل الذُرى الناعم.

    ***** انتصب في وقفتهِ، ملأ رئتيهِ بملوحة الجنوب، وعذوبة الفرات. استطرد قائلاً : "أيها الأحبّة- وقبل أن ينبس بهذه الكلمات، رمق سماء الرافدين، تصفّح قاموس الكلمات، قطف الليّن منه، لاكها، استساغت له، نثرها كـالبذور، فوق أرض خصبة، نمت فوق صدور المرحبين.

    ***** أفرد على شفتيه ابتسامة، وردت وجنتاه، أفرغ دمعة، ترقرقت في مآقيها. قلبهُ قفز بين أضلاعه، وهو يطأ أرضاً، رافديها نهلت منهُ الباسقات، حتى "تساقط منها رُطباً جنيا".

    ***** قال وهو يرمق، عين الكامرة، التي تعكس صورتهُ إلى بلايين البشر، مصوباً سبابتهُ إلى أجساد رابضة على السواتر، ثورتكم النّجلاء، تنحني لكم تواضعًا، فباسِمكم بدأ النصر، وبكم حُرّرت جِياد النّساء.


    التعديل الأخير تم بواسطة عباس العكري ; 31-01-2017 الساعة 11:33 PM

  2. #2