الرضوخ
أرى عليلاً بباب الدار يطرقهُ
على محيّاهُ لونُ الضعف قد بانا
فكم تمنيتُ أنّي لستُ أُدخلهُ
فما لكوني بهذا: لستُ إنسانا
أنا جزيلُ صفات الخير أحملُها
وفي النوائبِ أسعى الناسَ عوّانا
أحسُّ ما يعتري الموجوعَ من ألمٍ
وما إذا فقدَ المفجوعُ إخوانا
زادي فقد عَرَفَ التهليلَ محتفياً
بالضيفِ إنْ قلَّ : أو قد زادَ سِيّانا
تلك السجايا حديثُ الروح حاضرةٌ
بين الشغاف لها قد صغتُ عنوانا
لكنّما اليوم إحساسي بمنعرجٍ
لمّا بنا مطلعُ الخمسين قد حانا
عن مقبلاتِ سنيني راح ينبؤني
وما إلى أين يمضي السيرَ مسرانا ؟
ماذا إذا طرقَ الأبوابَ مكتهَلي ؟
والكفّ تحملُ خلف الطَرقِ أوهانا
بدأتُ أستحضرُ الماضين أسألهمْ
فهل أنا ياتُرى موروثهُ كانا ؟
من قبل أنْ يطويَ الخمسون صفحتهُ
باليأسِ حَدّثني بالوَهْنِ أحيانا
سيطرقان عليكَ البابَ أنّهما
هذا العليلُ الذي في بابكَ الآنا
فكمْ تمنيتُ أنّي لستُ أُدخلهُ
لكنّني سأُلبّي الأمرَ إذعانا
ياليتَ مَنْ أدركَ الستين يخبرني
ماذا اعتراهُ فهل قاسى وهل عانى ؟