الحبيب الحقيقي
ظلّت لسنين طويلة تقرأ خلسة قصائد حب وغزل يُبقيها على سطح مكتبه , وتعوّد أيضا أن يقرأ قصائد مماثلة تنساها هي في رفوف الخزانة أو على سريرها . تزوّجا عن حب بعد أن جمعتهما منتديات الشّعر والقصيد . رسمت في خيالها صورة من يقصدها , وفعل هو كذلك . لماذ توقّفّت قصائد الحبّ والغزل بينهما بعد الزّواج ؟ , وهل تجوز هذه الخيانة الشّعريّة ؟ , ولو كانت لشخص خيالي ؟ . كان يقصدها بأشعاره , وكانت تقصده , وماتت على اعتقادها , ومات على اعتقاده .
الحب الحقيقي
حين كان صغيرا , وحين كان ينام بجانبه , كان يُحسّ أنّ الدّنيا بجانبه . وظلّ يتبع جدّه كظلّه , يستمدّ منه قوّة خارقة لا حدود لها , وبقي نفس الشعور بعد موته , لم يتغيّر أي شيء , وعندما يقف على قبره تلفحه نفس الهالة . يمدّ ذراعيه الصّغيرتين , يحتضنه بقوّة , ثمّ يمضي وقد حضن العالم . يعرف أنّ جدّه كان يُحبّه , لكن صدمه ماقاله صديقه الشيّخ الكبير : كان جدّك يستمدّ منك القوّة , وكنتَ وقوده في الحياة .
المُحب الحقيقي
عندما يراها يخفق قلبه بشدّة , مجرّد رؤياها تجعل النّهار سعيدا , كيان من الجمال والحياة , كل يوم بزي جديد , وفي كل لحظة مرح وفرح , فكّر أن يبحث عن يوم ميلادها في دفاتر المدرسة ويُفاجأها بهديّة مميّزة . عندما كان يمشي في الرّواق , وضعت يدها على حقيبته المدرسيّة وحيّته سريعا , ومضت . ربّما قد لاحظت اهتمامه بها , وربّما لو صافحَته النّجوم ما كان يشعر بهذا الفخر والإعتزاز . في الجهة المقابلة كان قلبها يخفق بشدّة , لم تكن تتوقّع من نفسها كل هذه الشّجاعة , وكم كانت تحلم بالقرب منه .
الحقيقة
صدمته بالسيّارة , وسقطا صريعين , هي كانت ترتدي تنورة قصيرة , و بجانبها قارورة خمر , وهو بلحية كثيفة , يرتدي قميصا وفي يده سبحة . هي خرجت من غرفتها مسرعة تلحق قريبها المُغمى عليه , الّذي يُدمن الكحول من قارورات العطر وقال لهم الطّبيب نُعطي له قارورة خمر بالتدريج حتّى يُقلع نهائيا عن هذه العادة . وهو كان كان يُمثّل كومبارس في استوديو مجاور , ونصحه الطّبيب النّفسي أن يحمل سبحة يُلهي بها أصابعه كي يتداوى من القلق .