أقرَّتْ بالفراقِ، وقد رضينا
على وَجَعٍ يـؤزُّ النّارَ فينا
وأسلَمَتِ الفؤادَ إلى فؤادي
وأسلَمْتُ الفؤادَ، فلن يبينا
أراها اليومَ جاءتْ مِلءَ قلبٍ
يُشاطِرُني الإباءَ، كذا الأنينا
تَدُقُّ الشّوقَ في قلبي تِباعًـا
لتَنظُرَ ما أقامَ الهجــرُ دينا
فأعزِلُ بالجفاءِ الشّوقَ عنها
وأزعُــمُ أنَّ قلـبيَ لن يلينَ
وبي مِن إثرِها وَجَــعٌ كأنَّـي
حبَستُ النّفسَ بعد الحينِ حينا
فنارٌ في وِدادِ الوَصلِ تُشقي
ونارٌ في قيــودٍ لن تهـــونَ
يُخالِفنا الحنينُ إذا عَصَينا
ونأبى أن نُخالِفَ ذا الحنينا
فنُطعِـمُ من فُتاتِ الأمسِ يومًا
ونرشُفُ مِن شَذاهُ الياسَمينا
نُلامُ وما بذاكَ القلبِ عزمٌ
للَوْمٍ أو جِهــادِ اللائمينا
ذريني ما بَقيْتُ الدَّهرَ، إنّي
لَعَمرُكِ، لستُ أنظُـرُ في السنينا
وما لي مِن عطايا الدّهرِ حَظٌّ
لأبقى بعدَ منعـي ذا حزينا
فسيري ألفَ عــامٍ لا تمَلَّـي
وصُدّي في الرّجوعِ ليَ الظُّنونا
أنا بحرٌ يموجُ، وبينَ موجـي
تلاقَيْنا، وكُنتُ لكِ المدينا
أجَبتِ، وما رأيتِ الموتَ حولي
ولا أدبَرْتِ إذ سكنَ الجبينا
بقائي يا نعيمَ الرَّوح حُلمٌ
ومَوْتــي لن يزولَ ولن يكونَ
فإمَّا أن تمــوتَ الرَّوحُ عُمـرًا
وإمّا أن يمــوتَ الوَجدُ فينا