***
.
.
من برزخ الدّمعِ أحيا الحُزنَ " حقلَ ندى"
واشتاقَ للقُربِ إلّا أنّهُ ابتعدا
.
كنورسٍ
آنَسَ البحّارَ
إذ كُسِرت صنّارةُ الغَيبِ
أحلامًا تروحُ سُدى
.
يَعودُ للحقلِ ظمآنًا
يُطلُّ على
"ظمأى الزّهورِ" فصارت روحُهُ "بَرَدَى"
.
تكلَّم المّاءُ في كفّيهِ
وانبجَست
شفاهُ أنثى كخمرٍ تحتويهِ هُدى
.
مَن أنتَ؟
قنديلُنا في الجُبِّ مُذ عبَرت
رؤيا الحقيقةِ
نارٌ تُوجِعُ البلدا
.
مَن أنتَ؟
هذا حرونُ الطّبعِ مسبلة
عيناهُ إذ لم ترَ ندًّا لهُ أحدا
.
الدّاخلُ الآنَ غيبَ الحُلمِ
معتكِفًا
وزادُهُ قلبُ أمٍّ تحضِنُ الولدا
.
الخارجُ الآنَ من دهليزِ دائرةِ الشَّكِّ المُقدّسِ
قرآنًا ومُعتقَدا
.
الخالدُ الآنَ
في سُقراطِ فلسفةِ الجوعِ الموزَّعِ
إذ يُعطي الفِدا جسدا
.
تبسَّموا فارتقَوا
والضّوءُ يتبعُهُم بِــ"سلَّةٍ" ليَلُمَّ الآنَ بعضَ صدى
.
تفتّحَ الغدُ بستانًا على يدِهِم إذِ النُبُوَّةُ
معناها اقتحامُ ردَى
.
يا أيُّها المَوتُ طأطِئْ
كُلَّما ذُكِر الوقتُ المنزَّهُ عن كفَّيكَ إذ صعَدا
.
لأنَّهُم نورُنا الدّهريُّ
مكتمِلًا بالعطرِ في القدسِ تبقى النّارُ حقلَ ندَى