قصيدة (بغداد)
1-بغدادُ أنتِ فـي الـدنيا منارتُها====حضـارةٌ سـطــعـتْ فـي الكـونِ رايـتُها
2-فلا يغرَّنَّكُم ذئـبٌ مشى مُتَـكب====راً بها، سوفَ يصحو الليـثُ حارُسـها
3-يعـودُ يـزأرُ في ساحـاتِها أنِـفَـاً==== :أنا الرشـيـدُ أنا الـمـأمـونُ سـيــِّدُهــا
4-أنـا لهـا وإلـيها مـذ نَشـاْتُ بها====أذودُ عـنهـا بسـيـفي ،لسـتُ أتـرُكُـهــا!
5-للعـابثـيـنَ بها والماكريـنَ لهـا====سوءاً، فلا عشـتُ إنْ ظـلَّتْ بحـالَـتِـهـا
6-لتعـودَ شمساً على الأكوانِ ساطِعةً====تبعـثُ أمـجـادَ سـعـدٍ قـادِسـيّـَـتُـهـا
7-غابتْ عن العُربِ أوطـانٌ لها ثِـقَـلٌ====بغـدادُ منـها وكانـتْ قـبلُ قـلعَـتَها
8-فسـادهـا الـيــومَ أخـلاطٌ مـن البشـرِ====لا تعـرِفـنَّ لهـم أصـلاً يُـرَدُّ لـهـا
9- فأورثـوهـا شِـرارَ الخـلقِ قـاطِـبـةً====بخــيرِها رَتَعوا، والذئبُ حارِسُهـا
10-بغدادُ كلُّ زُناةِ الأرضِ قد حضروا====فـدنَّسوا النهرَ فاهتزَّ الفُـراتُ لهـا
11-يموجُ في غضبِ أين الرشيدُ على ال===فُراتِ والعِرْضِ مغواراً يُطهِّرها؟
12-غابتْ وطالـتْ عن الأوطـانِ غـيـبَـتُها===لهفي على حُرَّةِ الأنبارِ أسمعُـها!
13- والعـيـنُ باكـيـةٌ والقلبُ ينزفُ عبْ===راتٍ على نهْكةِ الأعراضِ أشرفُها
14-تـقــولُ أيـنَ بـنـو أمــي وأيــن بـنـو====أبي،؟هلُمُّوا إلى أخُـتٍ وجـارَتِها!
15-يـنـالُ مـنهـا عـلى كُـرهٍ أسـافـلُ مـن====سوقِ النخاسةِ جاءؤا نحو عِفَّتِها
16-أمُّ الــعــواصِـمِ يا بـغــدادُ أنــتِ لــنــا====فـخــرٌ وإرثُ أجــدادٍ نُـقـدِّسُـهـا
17-بـغـدادُ بـغـدادُ هـل لا زالَ فـاتـحُ عم====وريَّـةٍ صـانعُ الأمجـادِ قاطِـنَهـا؟
18-أبـكـي دمـاً ودمـوعاً لسـتُ أصـنَعُها====عــليـكِ مـذْ قـدمُ الـفُـجَّـارِ دنَّسَـها
19-إنّـا لِـيـومٍ يـعُــمُّ الـنـصـرُ ساحَـتـهــا====لفي اشتياقٍ، وذاكَ اليومُ فرْحَـتُهـا
20-بغـدادُ لا تـيأسـي للخـيـلِ كـبـْوَتُـهـا====وسوفَ يعلو ظُهورَ الخيلِ سـادَتُها
21-أدعــوك ربي أمــانـاً للـعــراقِ تُـعْ====طـيه لِمنْ يبـتـغي الإسـلامَ عـزَّتَها
الشاعر :داود العرامين