المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسنية تدركيت
تمتمت رجاء بفتور :
-القناعة كنز لا يفنى
مازالت ترتسم بداخلها صورة الحلوى المشكلة من أنواع وألوان شتى , ويد الطفلة تختار منها ما لذ وطاب , حدثت نفسها أن تمتد يدها إلى الصغيرة علها تعطيها ولو القليل منها , لكنها ابتعدت عن الدكان ورائحة الحلوى تملأ المكان ,
كانت ملامحها تحكي القهر والحرمان , ولم تستطع أن تخفي ما جال بخاطرها , عينيها الصغيرتين ينجلي فيهما حزن عميق ,دمعة صغيرة تدحرجت على خدها أحست بالخجل من نظرات المارة ليتها تختفي , شفتيها ينجلي فيهما غضب مباغت لما سمته يوما ما , حارس الحرمان والقهر , كانت تراه كل يوم ماسكا رشاشه المتطور , وكانت أوصالها ترتجف في بداية الأمر, أما الآن فقد اعتادت أن تمر من أمامه فيلقي عليها التحية باسما ....
لابد أنه يسخر منها , فأبناء وطنه يعيشون في ترف , يلهون ويتمتعون , يسرقون ابتسامة الأطفال من مهدها ثم ينثرونها على صغارهم ورودا ندية
بداخلها كم هائل من الحكم , يتردد في أوقات الضيق والحرج ..لن يطول هذا الحال ...
هكذا حدثت نفسها:
أبي مسكين يتعب ويكد حتى يأتي في آخر الشهر بدراهيم يفرقها على صاحب البيت
ناس كثر ينتظرون هذه الدراهيم , وفي كل مرة أمني نفسي أن يبقى له ما يغير به يوما من أيامنا التي تتشابه
ليته يفاجؤني بقطعة حلوى ..
عندما أسمع خطواته تقترب ينبض قلبي, فأسرع راكضة نحوه...
لم أعد أركز نظراتي على ما تحمله يديه , ولم يعد يخجل وهو يدخل البيت بدون حلوى أو لعبة جديدة
زمان قبل أن تكتسح بلادنا حمى التحرر من الحياة الكريمة , كان يحمل الكثير الكثير من الأشياء التي أحبها
فتحتار عيني أيها أختار لذالك اليوم , غابت تلك الأيام ...
كم أكره الإحتلال , جرد أبي من عمله, وألقى به في شارع البطالة , أجبر وهو المهندس البارع والمبدع المتميز بعمل بعيد عن مجاله ,وحرمت أنا من قطع الحلوى .............
الأديبة الندية حسنية
ترقرقت الدموع في عيني وأنا أنظر لرجاء من خلال قصتك
وأرجو الكثير لها يفوق قطعة الحلوى
بالفعل للحرب قدرة أن تجعل شعر الوليد يشتعل شيبا ويتجاوز
وعيه حدوداً لايتحملها القلب
وإلى الآن استغرب كيف انطلت على عقول الكبار خدعة تحرير
الأخيار بيد الأشرار.
حسنية
لك قلب أحبه كثيراً أحس نبضه في قلمك.