وجه المدينة
رُدِي عَلَـــيَّ مَوَاقِــــــــــعِـي وَمَــــوَاجِــعِـــي
أَوْ فَاسْبـَـــــــــــحِي إِنْ شِئْتِ في أَغْـــــوَارِي
أَوْ فَـــارْقُـــــصِي طَرَبـًا إِذَا أَحْبَبْـــــتِــــنِـي
لاَ شَــــــيْءَ يَصْمـدُ فـــــــي أَتُــــونِ النَّـارِ
وَحْدِي أُطاَرِدُ طَـــــــيْفَ أَحْـــلَى نَجْمَــةٍ
لاَ تَتْرُكِي لِـي خَيْــــبَــــتِـي وَدَمَــــــارِي
أنَا شَاعِرٌ وَقَــصَائِـدِي تَغْـــتَــالُنِـــي
وَسَفَائِـنِـي قَــــدْ مَــــلَّـهَا إِبْحَـــارِي
أنَا في الوُجُودِ مُسَـــــافِــرٌ وَمَــرَافِــئي
ضَيَّعْتُـهَا فَاغْــــتَــالَنِـي مِـــشْــــوَارِي
وَحْدِي أُفَـتِّـــــشُ في حَقَائِب خَـيْبـَـتِي
وَحْـدِي أُلَـمْلِـمُ ذِلَّـــتِـي وَبَـــــــوَارِي
لاَ تَتْـرُكِي قَلْبِي الَّـذِي أَحْيَـيْــــتــــه
لاَ تَرْحَلِي ... بَلْ فَامْكُثِي بِجِــــوَارِي
إِنِّــي أُحِبُّـكِ فَلْأَمُـــــت إن قلتــــها
لَنْ أَنْتَفِي ... وَبِصُحْبَــــتِي أَشْعَــــارِي
لاَ لَنْ أُطاَرِدَ بَعْدَ حُــــبّك نَـــجْــــمَــــةً
لاَ لَـنْ أُغَيِّرَ وُ جْهَـــتِـي وَقَــــرَارِي
وَجْـهُ الـمَدينَـة قَـدْ تَغَيَّرَ فَـــجْــأةً
لاَ اللَّيْـلُ لَيْلِي..لاَ الــنَّــهَـارُ نَهَارِي
لاَ مَاء يَنْـبعُ مـنْ أَصَــابِع وحْــــــشَتِــي
لاَ غَـيْـم تُــورِقُ دُونَه أَمْـــطَـــارِي
أَنَا مُذْ عَرَفْــتُـكِ يَا صَغِيرَة سَائـِحٌ
لَحْـنٌ تُسَـــافِـرُ خَلفـهُ أوْتَـــارِي
هَيْهَاتَ تَخْـضَعُ لِلصِّغَارِ عَزِيمَتِــي
النَّخْـــلُ يَهْــــزِمُ قُـوَّةَ الإعْـــصَارِ
هيهاتَ أَبْـــقَى في كُــهُوفِكِ ضَائِعـًــا
يا شـمس دَرْبِــي الغَــــــائِــر الأَنْـــــوَارِ
مِنْ أَيِّ لَـــوْنٍ قَـــــدْ أَتَــيْـت حَبِيبَــتِي
طَعْـمُ الـمَــدينَـة خَـــلْـف كُلّ جِدَارِ
أَهِي المدينةُ طَــوَّقَـــتْـنِي عُـــنْــــوةً
فَسرت تُــهدهدُ نهر عُمري الجَــارِي
أَهِيَ الـمَدِينَـــةُ أَوْدَعَـــتْنِي سِـــرَّهَا
فَمَضَـــيْتُ أَكْشِفُ دُونَــــــهَا أَسْــرَارِي
لاَ لَسْــــتُ مَنْ بَــاعَ البَـرَاءَةَ خِسَّـــةً
لن تعتــريــــني حُــمَّـة الأَسْـعَــارِ
يَا كُـــلَّ لَحْـنٍ رَائِـع يَجْـتَــــاحُنِــــي
صُونِي الــــهَــــوَى وَلِتَسْكُنِـي أَشْعَارِي
شعر : مصطفى صوالح محمد
الجزائر – ولاية الوادي