أسوان
ذهبنا حيث يبدأ التاريخ وتبدأ الحضارة بدأنا بأسوان ثم الأقصر كل شئ يدعو إلى الكبرياء والشموخ إننا أبناء وادى النيل أبناء الحضارة والمجد التليد.
كتبت القصيدة من حيث ابتدأنا بأسوان :
أسوان كانت خاطرا وخيالا
اليوم أضحت حاضرا ومنالا
شق القطار حجاب غيب ينجلى
والوهم ولَّى والرؤي تتوالى
ينساب كالرقطاء فى غسق الدجى
والصبح أسفر داعيا إقبالا
النيل يرعى فطرة قد صاغها
رب الخلائق صبغة وجلالا
هى صفحة حبشية ذهبية
كُلٌ تشابه روعة وكمالا
تترا مفاتن حسنها وتتابعت
آيات سحر فى المدى تتعالى
والباسقات على الضفاف تعانقت
تشدو وتنثر فتنة وجمالا
والسكر المعقود فى أعواده
مندوحة الأتراب طاب نوالا
الروض عدن "والحديقة" تزدهى
ضاع العبير نسائما ومجالا
دوحاتها ومروجها وزهورها
تزهو وتسمو ساطعا وظلالا
والصخر منضود يتيه برقة
أبدى الضراعة للعلا وأطالا
أنَّى تُوَلّى وُجْهَةً أَلْفَيْتَهَا
بسمات ثغر تغمر الأوصالا
سبحان رب الحسن صاغ مشاهدا
لا يملك الشعر الفريد مقالا
"إيزيس" عاد زمانها وكأن رك
ب العمر حط بساحها مختالا
فى "فيلة" الصرح العظيم بربوة
تجرى المواكب نحوها سلسالا
"والمتحف النوبى" يشهد شامخا
بحضارة قد خرجت أجيالا
وسألت عن"بكار" قالوا كلنا
"بكار" نبلغ فى الندى الآصالا
"رمز الصداقة" بيننا هو شاهد
ودََّ الكنانة بالوفا قد سالا
"والأقصر" الفيحاء ساح مهابة
غناء تزهو واديا وجبالا
"الكرنك" الجبار فَجْرٌ للورى
فى تلكم العرصات بزَّ وصالا
من ههنا بدء الحضارة والسنا
من ههنا وهج الشموس توالى
قدس الملوك محرم ومعظم
حِجْرٌ تقدس هيبة وخلالا
من ههنا "آمون" ينشر دعوة
للعالمين وفى المدائن جالا
شاد الجلالَ مهيمنا متطاولا
تحمى "الكباش" صباحه وزوالا
قف بالوقار محييا ذات السنا
يا بان "حتشبسوت" دمت دلالا
فى "ديرها" وهج الحضارة ساطع
الطود يحمى بالجوانح مالا
"رمسيس" "هابو" قد أقام لواءه
نال الخلود عمارة ونضالا
تلك الصروح الشامخات عجائب
طوت القرونَ وما تحط رحالا
يا "طيبة" الأنداء يا عبق الألى
ها قد رفعت إلى العلاء مثالا
كم باد قوم وانمحت آثارهم
يطوى الزمان صحائفا ورجالا
إلا "بطيبة" مبدأٌ وتليدُها
شاء الإله بقاءه إجلالا
أحمد محمد عراقى
ابن وادى النيل
20/4/2017