كـان المهـر فيـه قتـل علـي بن أبي طالب، رضـي الله عنـه!!!
وهذا هـو زواج الخـــوارج!!
هـل سأبـدأ بالزوجـة أم بالـزوج، و كلاهمـا أقبـح مـن اﻷخـر وأشـرُّ منـه؟!!
فأمـا الـزوج فهـو عبـد الرحمـن بـن مُلجـم، الخارجـي المـارق، قاتـل علـي ابـن أبـي طـالب، رضـي الله عنـه، و كان ابن ملجم رأس الخـوارج، قبحـه الله و أخــزاه.
و أمـا زوجتـه فهـي قطـام بنـت الشجنـة، المـرأة السيئـة فكـراً و اعتقـاداً، فقـد كـانت تـرى رأي الخــوارج (علـى مذهـب أبيهـا و أخيهـا اللذيـن قُتـلا يـوم النهـروان مـع الخـوارج).
فـي زواجهـا بابـن ملجـم - و الطيـور علـى أشكالهـا تقــع - قصـةٌ ذكرهـا اﻹمـام ابـن كثيـر - رحمـه الله - فـي "البداية والنهاية":
رءاهـا ابـن ملجـم - أول مـا رءاهـا - لمـا دخـل الكـوفة، و قـد كانـت امـرأة فائقـة الجـمال مشهـورة بـه، كمـا ذكـر ذلك ابـن كثيـر؛ فسلبـت عقلـه، و تقـدم لخطبتهـا؛ فاشترطـت عليـه
شروطــاً:
ثلاثـة آلاف درهـم و خادمـا و قينـة؛ أمـا الشـرط اﻷخيـر فهـو أغـرب شـرط عرفـه تاريــخ الـزواج، و ليـس غريبـا علـى مثـل هـذه الشرذمـة الضَّــالة، فقـد كـان الشـر
قـد كـان الشـرط اﻷخيـر هـو قتــلُ علـي ابـن أبـي طـالب، رضـي الله عنـه، فقـال لـها عـدو الله: هـو لـك! والله مـا جـاء بـي إلـى هـذه البلـدة إلا قتـل علـي؛ فتزوجهـا و بـدأت تحرضـه علـى قتـل علـي حتـى رحـل إلـى المدينـة مـع اثنيـن مـن أصحابـه، و همـا وردان و شبيـب - قبحهمـا الله - فقـد تواعـدوا جميعـاً علـى قتلـه رضـي الله عنـه، فقتلـه عـدو الله و هـو فـي طريقـه إلـى المسجـد لصـلاة الصبـح.
فانظــر إلـى اﻷهـواء كيـف تتجـارى بأصحابهـا!!
ذكـر اﻷئمـة أصحـاب السيـر و التاريـخ أن عـدو الله ابـن ملجـم قـد سمَّـمَ سيفــه شهــراً، وشحَــذهُ أربعيـن صباحــاً، سـائلا الله أن يقتـل بـه شـر خلقـه!!!
فتأمَّـــل فـي البـدع و اﻷهـواء كيـف تعمـي اﻷبصـار و تطمـس القلـوب، نسـأل الله السلامـة والعافيـة.
واﻷغــرب مـن ذلـك أن عبـد الرحمـن ابـن ملجـم كـان عابـداً تقيـاً قارئـاً للقـرءان؛ فلعبــت بـه الأهـــواء؛ فـلا يغرّنــك أهـل البـدع و لـو كانـوا دُعــاةً أتقيــاء أنقيـاء!!
البدايةوالنهاية..
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في وصف الخوارج
ليسوا بقراء للقرآن، ولا فقهاء في الدين، ولا علماء في التأويل
ولا لهذا الأمر سابقة في الإسلام
والله لو ولوا عليكم لعملوا فيكم بأعمال كسرى وهرقل
.