خط القدر طريقه , فرحل الجسد في صراع من أجل المقاومة والتغلب على اليأس الذي يرسم خطوطه ببطء يحاول جاهدا وأد الحلم في الوصول إلى مرفأ الأمل الذي يغلفه الشوق الشديد في الخروج من صورة مظلمة حفرت منذ نعومة الأظفار لا توجد فيها معالم يمكن أن يثمل البصر في ملاحقتها . فيبقى الجسد متعلقا بتشنيف الأذان لكل صوت يزحف على المكان , وقع الخطوات هي السائد في اغلب الأحوال تأتي لتكسر حدة لأفكار وتفك أنيابها التي دائما ما تنغرس في داخل عقلها عندما تعانقها الوحدة التي تعيش فيها عندما يخيم السكون والصمت تحاول عبثا التحرر من قيود أفكارها عن طريق تحسس ما حولها , ولكن كل مرة يجرها عقلها إلى أذيال الهزيمة , ذات مره وبينما هي جاثمة في مكانها طرق سمعها بكاء طفل وخطوات قادمة فسحبت مرساة أفكارها وراح سمعها يلاحق مصدر الصوت , لم ترس إلى الحيرة والترقب التي اختفت بعدما جاءت العبارات متتالية غارقة في السؤال عن الأحوال , ولكن بكاء الطفل أتلف بداية اللقاء . فانطلقت إليه عبارات الزجر ولكن نغمة البكاء سادت المكان , مدة يديها في الهواء من فضلك ناولنيه , خمد بكاء الطفل بعدما احتضنته بقوة وراحت تلطخ القبل على جسده بشكل عشوائي بنهم وشراهة فغمرتها السعادة , وجاء الصوت ليقول لها أتمنى لك في القريب العاجل أن يصبح لديك طفلا شقيا ومزعج مثل هذا , ساد الصمت وبزغ الألم وحطم تلك اللحظات عندما عاد فكرها إلى النبش في حالها فطأطأت رأسها وأبحرت في صوتها نحو النحيب وتعثرت العبارات في تلعثم فتسلل الحزن وسكب نفسه في المكان , فجاءت الكلمات على نحو جارف إنني في شوق لكي اقتل تلك الوحدة عبر سماع صوت طفلي . ـ ولكن أفكر كيف ستعتنين به وأنت هكذا ؟ صفعها السؤال بقوة فثارت كالبركان . ـ من فضلك لا تحطمي حلمي . إنني عندما اذهب في سبات اشعر إنني تحررت من هذا القيد فيقع بصري على صورة طالما حلمت بها , أستيقظ في الصباح وأشاهد نور الشمس وهو يشع على حديقتي الجملية التي اقطف أجمل الزهور منها , الحمراء , والصفراء , والبيضاء وارى الطيور وهي تغرد فأعيش في نشوة وفرح , ولكن عندما يعود جسدي من سباته أبقى أسيرة الظلام.