أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تطبيق نظرية النظم على آية في فهمها إشكال

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2021
    المشاركات : 340
    المواضيع : 42
    الردود : 340
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي تطبيق نظرية النظم على آية في فهمها إشكال

    يقول الله تعالى:(ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا - وجعل القمر فيهن نورا * وجعل الشمس سراجا*)
    تنبه الى الى الجملة التي بين النجمتين هي معطوفة على الجملة التي قبلها لكن ليس فيها كلمة(فيهن).
    دائما أعداء الإسلام يبحثون عن أخطاء في القرآن ليثبتوا أن القرآن ليس كلام الله عز وجل فوجدوا ضالتهم في هذه الآية فقالوا :
    كيف يقول القرآن أن القمر موجود في السموات السبع ؟ وهو موجود في السماء الدنيا.
    بعد ذلك رد عليهم الدعاة بما قاله علماؤنا الأوائل وهو أن هذا من المجاز المرسل الذي علاقته الكلية يذكر المتكلم الكل وهو يريد الجزء مثل أن تقول : زيد يقطن بغداد وزيد يسكن في جزء من بغداد هو بيته .
    وهذا كلام صحيح من جهة اللغة .
    لكن لنظرية النظم رأي ؟
    أظنك أيها القارئ قد تنبهت الى الجملة التي بين النجمتين:(وجعل الشمس سراجا) هي معطوفة على جملة :(وجعل القمر فيهن نورا) اتحد في الجملتين المسند والمسند اليه المسند الفعل جعل والمسند إليه الفاعل ضمير يعود على كلمة:( الله ) في الآية التي قبلها . جملة : (وجعل الشمس سراجا) ليس فيها كلمة(فيهن) التي إعرابها في :(وجعل القمر فيهن نورا) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال وتقدير الكلام هو : وجعل القمر كائنا فيهن نورا . فقيد الفعل بهذا الحال أي أن الجعل في السماوات السبع(الطباق) وليس في سواهن وليس هذا المعنى في الجملة التي عطفت عليها :(وجعل الشمس سراجا).
    وقد يقول قائل أن الحال القيد (فيهن) مقدرة أقول له لوكانت مقدرة لقيل : وجعل القمر فيهن نورا والشمس سراجا أي كائنين فيهن . لأن المسند والمسند اليه متحدان والقيد الحال كذلك لكن لما اتحد المسند والمسند إليه في الجملتين وكان المسند أي الفعل في الجملة المعطوف عليها : وجعل القمر فيهن نورا مقيدا بالحال وغير مقيد بالحال في الجملة المعطوفة : وجعل الشمس سراجا ... لما كان كذلك كُرِّر الفعل ليكون العطف من عطف الجمل لأن القرآن يثبت فعلين وليس فعلا واحدا .
    مثال : تقول :مررت بزيد وعمرو يمكن أن يكون مرورك مرور واحد بهما يعني كانا مع بعض وأنت مررت بهما ويمكن أن يكون مرورين يعني مررت بزيد ثم بعد ذلك مررت بعمرو ويتضح ذلك في النفي تقول : مامررت بزيد وعمرو تنفي مرورا واحدا بهما وتقول مامررت بزيد ولاعمرو تنفي مروررين ولذلك كررت النفي : (ولاعمرو) فعرفنا أنك تنفي فعلين أحدهما مذكور وهو المنفي بما والآخر محذوف وهو المنفي بلا وأن الفعل المحذوف محذوف اختصارا فهو مثل المذكور في المعنى.
    هذا نوع الفعل يتكرر فيه في المعنى وليس لفظا يعني ذهب زيد وعمرو أصل هذا الكلام : ذهب زيد ذهب عمرو ولاتستطيع أن تختصره فتقول : ذهب زيد عمرو فالفعل ذهب يستطيع أن يصل الى زيد فيرفعه فاعلا لكنه لايستطيع الوصول الى عمرو فاذا عطفنا بالواو وقلنا : ذهب زيد وعمرو وصل الفعل الى عمرو فمهمة واو العطف هي إيصال الفعل الى عمرو وهذا مايسمونه عطف المفردات في الفاعل والمفعول والحال وكل شيء . وكما قلت لك ذهب زيد وعمرو قد يكون الذهاب ذهابا واحدا وقد يكون ذهابان ولايتضح هذا الا في النفي فان كان ذهاب واحد قلنا ماذهب زيد وعمرو ننفي بحرف نفي واحد لأنهما اشتركا في فعل واحد وإن كان ذهابين لابد أن ننفي بحرفي نفي لأننا ننفي فعلين فنقول : ماذهب زيد ولاعمرو .
    ركز هنا
    هنا لايتكرر الفعل في اللفظ ولكن في المعنى لأن حرف العطف يوصل الفعل الى عمرو .
    يقول تعالى :(هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا) جعل هنا بمعنى التصيير تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر فوصل الفعل جعل الى مفعوليه الشمس ضياء ثم ساعده حرف العطف الواو في الوصول الى مفعولين آخرين القمر نورا .
    إذا نفينا نقول : وماجعل الشمس ضياء ولا القمر نورا لأنهما جعلان وليس جعلا واحدا مثل نجح زيد وعمرو ننفي فنقول مانجح زيد ولاعمرو لأن النجاح نجاحان لكن لو قلنا نجح زيد وعمرو في إقناع أحمد بكذا هنا نقول في النفي مانجح زيد وعمرو في إقناع ..... لأننا نجاحا واحدا يعني زيد وعمرو كلما أحد سويا ليقنعاه .
    وهكذا جميع الأفعال إذا عطفنا على الفاعل أو على المفعول .
    في الآية : (وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا) كرر الفعل وهذا نوع آخر كرر فيه الفعل لفظا حتى يكون العطف عطف جملة على جملة .
    والآية :(جعل الشمس سراجا والقمر نورا ) من عطف المفردات .
    صار الحال (فيهن ) يقيد الفعل جعل في (وجعل القمر فيهن نورا ) ولايقيد الفعل جعل في (وجعل الشمس سراجا) بسبب تكرار الفعل لفظا وتحول العطف الى عطف حملة مستقلة على جملة مستقلة .
    إذاً إذا كانت السماوات السبع الطباق هي السبع السبع السماوات العظام فكيف لاتكون الشمس فيهن على طريقة المجاز المرسل كما قلنا عن القمر .
    صار هنا فيه سر إما أن الشمس ليست مجعولة في السماوات السبع الطباق سراجا وإما أنها مجعولة فيها سراجا وفي سماوات غيرها أيضا .
    وفي كلتا الحالتين يجب ألا يذكر الحال فيهن مع وجعل الشمس سراجا لأنه لو ذكر أو جعل العطف عطف مفردات صار جعل الشمس سراجا فقط في السماوات السبع التي جعل القمر فيهن نورا .

    قبل أن أكمل لك إن شاء الله الفكرة تخيل لوأنك في غرفة في الفضاء ومعك كشاف تضيء به الغرفة ثم بعد ذلك اختفت الغرفة وصرت تسبح في الفضاء ... هل يضيء الكشاف كإضاءته في الغرفة . لا لأن جدران الغرفة وسقفها وسطحها كانت تعكس الضوء فلما اختفت صار لايوجد حاجز يحجز الضوء ويعكسه وصار الكشاف لاينير فهكذا الغلاف الحوي قال تعالى:(وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون ) يعني الغلاف الجوي لو سُلِخ من الأرض لأنه يحيط بها كالجلد للخروف تحول النهار الى ليل .
    يعني اذا كنت في سفينة فضائية انطلقت الى الفضاء نهارا فإنك ستسير في النهار حتى إذا خرجت من الغلاف الجوي تحول النهار الى ليل ورأيت الشمس كأنها لمبة صفراء تراها من بعيد .
    الشمس ترسل ضياءها ثم يقوم الغلاف الجوي للأرض بحجز الضوء وعكسه فيتكون النهار وكذلك يكون نور القمر ليلا .
    لاحظ (وجعل القمر فيهن نورا) يعني القمر موجود في السماوات السبع الطباق بنوره وليس بذاته ولذلك وضع الحال (فيهن) بعد القمر لأن أصل مفعولي جعل هو جملة اسمية هكذا :
    القمر فيهن نور ... القمر موجود فيهن نور
    القمر الذي تتحدث عنه الآية هو قمر الأرض وهو لاينير الا الأرض لكن الشمس ليست فقط للأرض بل هي لجميع الكواكب التي تتبعها وأي كوكب منها فيه غلاف جوي فهي له سراج تضيؤه مثل الأرض تماماً مثل كوكب المريخ الذي وصلتنا صور منه توضح أن فيه غلافا جويا وفيه نهار .
    عرفت لماذا كرر الفعل ؟
    لأن القمر ينير السماوات السبع الطباق والشمس تضيؤها وتضيء سماوات كثيرة غيرها ولو أن الفعل لم يتكرر صارت الشمس تضيء الأرض فقط لأنها ستشترك مع القمر في الفعل جعل الذي نصب القمر مفعولا به وبهذا تشترك معه في الحال (فيهن) .
    وبهذا تكون السماوات السبع الطباق هي الغلاف الجوي للأرض والله أعلم .
    وكلمة سماء لها معاني كثيرة مثل : أمطرت السماء يعني السحاب والنجم في السماء يعني السماء الدنيا و(والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ) يعني الكون الذي خلقه الله ومعاني أكثر من هذا حتى أني قرأت لفيزيائي أردني ربط الآيات بالعلم فاستخرج معاني كثيرة جدا وكذلم جعل للسماوات أكثر من معنى مثل السماء إذ أن أصل كلمتي سماء وسماوات هو سما يسمو سمواً أي علا يعلو من العلو فكل شيء فوق الإنسان سماء الى مالا نهاية هكذا في اللغة .
    لاحظتم المعاني الزائدة عن المعنى الأصلي في تكرار الفعل جعل وعطف الجمل وتقييد فعل بالحال وعدم تقييد الآخر بأي شيء كيف أضافت معاني على المعنى الأصلي ألقت بظلالها على تحليلنا للنص واتضح ذلك بمقارنته بالآية (جعل الشمس ضياء والقمر نورا).
    فالأمر هكذا لكن صعوبة تحليل النص البليغ عقبة ليست سهلة .
    والله أعلم

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,284
    المواضيع : 321
    الردود : 21284
    المعدل اليومي : 4.93

    افتراضي

    فالأمر هكذا لكن صعوبة تحليل النص البليغ عقبة ليست سهلة .

    ولكنك عندك المقدرة على التحليل والشرح المبسط فتجعل الصعب سهلا
    بارك الله فيك وزادك الله علما.
    ولك تحياتي وتقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3