من سومر إلى شارون
أحمد حسيـن أحمد
١
لامستُ وجهكِ في صحائف دفتري
قمراً تحمّصَ تحت شمس الشرق فاحترق المساء
إذاً سـاســهرُ عـند وجهكِ والحروفُ ،
تهـــفُّ كالـطَلِّ المبللِ بالنقاء
باشــــــــرتُ نــوحي والحمامُ يحـطُّ قربكِ ،
والنخيلُ يعانقُ النهرَ الحميم
قومي إليهِ ، تمسحي بالظلِ
والتحفي الهواء
أوتذكريـن؟
لـمّــا عشـقتكِ كــان عمركِ نخلةً في أول الطلعِ الخجول
واليوم مازالت رؤاي تعانق العذق الكسول
رغــــــم ارتداد النسغ للكربِ القديم
من كان يعلمُ أنَّ قِــــرناً آخراً شــقَّ الرداء السومري
وباغت الكهّــانَ في الركن المقدس؟
ـ (آنو ) ، تــــململ بين ناصعةِ الحجارة والنخيل
فـــــرداء ( أُرك ) تحــفّهُ سود القرون
والـتاجُ يلبســـهُ أباطرة الرذيلةِ والضلال
هبطــوا عـلى سفحِ التلال
مدجـجـين بساخر الكلمات والنفَس الطويل
وقصائدي القطران
والملل الثقيل
نزلت على رئة المكان
ما بين عشقكِ
والعراقُ ، أذى قديم
(والعقـــلُ في الجسمِ السليم)
ها إنّ أوصالي ممزقة
وقاطعني النديم
الكل أصبح باطلاً
وكمنطق الأمم القويم
مشحونةٌ لغتي بغاب الخوفِ
والخلل الجسيم
يا أيها الهمجي ،
يا قلبي السقيم
يا أيها البالي ،
تضمّخ بالهموم
واسهر على صوت النباح
حتى إذا مرق الصباح
أطلق عصافير النجوم
..........................
ويح الشتات
للشــوقِ رائـحــــــة التمورِ إذا تنفّسها الفرات
كــــنتُ اسـتعدتُ قريحتي
وهـبطـتُ للــــــوادي أشــمُّ خـطــاكِ معْ غسق المغيب
أتســـقّـــط الأخــبارَ في خجلٍ لعلَّ غدٍ قريب
يأتي بوارفة الغصون
من بطن وادي التيهِ ،
يأتيني بها مهما تكن
عـــذراءُ لم يمسس أطارف ثوبها عصف الرياح
أو فلتكن ســــبيٌ تدلّــتْ بطنها حتى المنون
إنّـي أنـــا الــولهانُ فـي كــــلّ القـــرون
من عهــدِ (مردوخٍ ) إلى عهد القذى ( شارون ) ـ
ألمانيا ١٨/١/٢٠٠٦
ــــــ
آنو: كبير آلهة السومريين وكان مركزه مدينة أرك أو أوروك وشعاره تاج وقرون
مردوخ: كبير ألهة بابل وابن إله الماء والذي انتتشرت عبادته زمن حمورابي
شارون : كبير آلهه بني صـهيون يُعبد الآن في البيت الأبيض فقط