(خــاتمـــــــــــــه)
يعتبر الخوض فى مذهب الحداثه موضوعاً شائكاً، لأن الحداثه كمذهب فكرى وعقيده هى قضية مهمة من القضايا المطروحه على الساحة، والتى لم تتضح ملامحها وأهدافها إلا للمخلصين الذين وقفوا في وجهها وكشفوا قناعها، فبدت سوءتها، وبرز عوارها، مع أن أربابها يحاولون ستر وجهها الكالح بدعوى أنها مجرد حركة أدبية وشعرية وثقافية ونقدية، لكنها تبطن الكفر والشك والنفاق والاستهزاء بالدين وشرائعه ونبيه وعباد الله الصالحين، تحارب الفضيلة وتمجد الرذيلة، تقلب الحقائق، وتزعزع المسلمات، وتخالف الدين والعادات لا لشيء إلا للخلاف، سخف في القول، وغرابة في الصياغة، لا تكاد تقف على نص من نصوصها فتقرأه من غروب شفقة إلى بروز فجره الكاذب إلا ترى ظلمات بعضها فوق بعض إذا بحثت عن الحق أو الفضيلة فيه لم تكد تراه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قصائد سمجة، وروايات زائفة، ونصوص مهترئة تقرأ كثيراً منها فترى غثاثة اللفظ، ووقاحة المعنى، وضحالة الثقافة، وركاكة الأسلوب، لو كان بعض تلك النصوص جسداً لكان مشوهاً قبيحاً تشمئز منه النفوس، وتنصرف عنه العيون، ويسوء الناظرين.
كثير من تلك النصوص لا تستحق الورق الذي تكتب عليه، وقد تنال شهرة كبيرة لا إبداعها ولكن لمخالفتها، وقد قيل: خالف تذكر، وقد اشتهر بذلك أشخاص مكانهم الحق مزابل التاريخ، نكراتٌ إلا في المنكر،موغلون في الإبهام إلا في سبيل الشيطان، ومما يزيد الأمر سوءًا أن هؤلاء الممسوخين لهم نفوذ صارخ في أجهزة التوجيه والإعلام في كثير من بلاد المسلمين، ولا شغل لهم إلا نقل النفايات البشرية،أو المماحكة فيما فرغ الشرع المعصوم من تقريره وإثباته... وإذا بنا نرى كل طائفي يحمل - أحقاده التاريخية على الإسلام - يخفي دمامة معتقداته تحت فلسفة الحداثة والعلمنة، ويخرج سمومه القاتلة من أكمام الثوب الأدبي الفضفاض...