سم الله الرحمن الرحيم
كنت منذ نعومة أظافري أكتب .. ومازلت .. و إن توقف نزف قلمي مدة ليست بالقصيرة .. لاشغالي بنزف قلبي .. وما أن قطعت وتين قلبي .. حتى خرج قلمي من محبسه .. كالحصان الجامح لا يرى سبيل الرشاد .. وحاولت مرارا وتكرارا الامساك به .. والعودة به إلى مربضه .. إلا أنني فشلت فشلا زريعا ..
ربما كانت أسطر طفولتي .. خجولة .. و تبعث على الأسى .. أكثر مما تبعث على الحبور .. إلا أني أفخر بها أمام نفسي لما تحمله من خيال جامح كجموح قلمي .. ولا أدري أخيالي يسوق قلمي أم قلمي يسوق خيالي ؟؟
الأن .. وبعد ذلك العهد المتطاول بي .. وخروج قلمي من قمقمه .. كالمارد .. وعجزي أمام جبروته .. بدأت أبحث عن وريقات أهرق عليها نزفه .. وكلي خوف .. ذاك أني أدرك تماما قدرة قلمي على رسم تعاقب الليل والنهار على سواد شعري .. بل تعمده .. صب فنون الأذى على روحي .. وكأني به عبد تحرر و ينتقم بصك حريته من سيده ..
ذاك قلمي .. وتلك الأحرف والكلمات بطاقة تعريف به .. فمتى أجاد فعلموا أنه أنتصر .. ومتى أخفق فأدركوا ظفري ..