أشرقت الشمس ونشرت دفئها في الوجود وهى تعلو بارتفاعها عن السحاب , والزهر مع نسمات الصباح يغتسل بالندى فتهتز
أغصانه وتتفتح براعهم فيصبغ الوجود بروائح وشذي ما يكتنز من عطور, والطيور تغادر أوكارها بحثا عن رزقها ,وهى تشدو
بالتسبيح والتهليل .
تأكدت عندها أن الصبح قد أقبل , فأزحت ستار الظلام ليسطع
ضوء النهار وليملئ الضياء غرفتي .
ولكن!؟
أفقت هذا اليوم وأفكاري مشتته وفاقدا للتركيز, و اشعر وكأنني كنت في دوامة , شعور لم أألفه من قبل ,كأن شئ تغير فجأة في روتين حياتي , فالصبح ليس كالصبح الذي أعرفه , فضيائه مختلطا باصفرار , والغبار يتطاير حتى بلغ عنان السماء,وأمواج البحر هائجة ومن غيظها تتحطم على الشاطئ , والرياح تعصف بأزهار حديقتي , وتقتلع أغصان الأشجار, وصوت صفيرها يخترق شبابيك غرفتي , وكأن هناك معركة دائرة في الخارج , عندها استغربت من كل ما يجرى من حولي , وتسألت هل ممكن أن أكون أحلم وان ما أراه مجرد كابوس؟؟
للوهلة الأولى شعرت بأن هناك أمرا فاتنى إدراكه , ولكن لم يفت استدراكه , تذكرت اننى لم أقبل يا أماه رأسك الغالي ولم أقبل
يداك الطاهرة , ولم أضع رأسي في حجرك ولم أقل لك :
صباح الخير ياأمى .
بحث عن أجمل مقيل في حقك يا أماه فلم أجد غير هذه الكلمات
التي أهديها إليك , وأنت أغلى من كل الهدايا:
ربى سألتك باسمهن أن تفرش الدنيا لهن
بالورد إن سمحت يداك وبالبنفسج بعدهن
حب الحياة بمنتين وحبهن بغير منه
نمشى على أجفانهن ونهتدي بقلوبهن
فردوسهن وبؤسهن بمسحة من وانه
سمارنا في غربة الدنيا وصفوة كل جنة
ربى سألتك رحمة وجه السماء ووجههن
فامسح بانملك الجراح ورد أطراف الأسنة
لتطل شمسك في الصباح وكل أم مطمئنة .
نعم لكل أم منى سلام
ولأمي سلام