الغالية حوراء:اعذريني إن قلت لك أنني لم أقدر على قراءة نصك إلا من ناحية نفسية ،وأنني بصدق قرأته مرات ،ولا أخفيك سرا أنه سبب لي شيء بل كثيرا من الحيرة ،وربما أتعبني نفسيا ،وجعل ذلك باديا على ملامح وجهي .
سأكتب هنا كل ما جال ويجول بخاطري بكل صدق ،متحاشية أن يخالط ذلك شيء من الزيف أو الرياء،واعذريني مرة أخرى إذا دخلت إلى أغوار نفسك على طريقتي .
حبيبتي الغالية :سأبدأ بالنفس أولا أوليست الأولى ؟حينما تتزوج المرأة منا بشخص تختلف الطريقة التي جمعتهما على أغلب الأحوال .فكثيرا منهم ما يجمعهم الحب قبل الزواج ،تختلف الحياة ويصطدم كل منهما بالواقع ،ويرفع الحب ليوضع على رف بعيدا عن الأنظار ،وعلى أغلب الأحوال يكون هذا عند الزوج حيث تشغله متطلبات الحياة ربما عن البوح !
وكما تعلمين ويعلم الجميع أن المرأة بطبيعتها تميل إلى الرومنسية وتحلم أكثر مما تعي ،وسواء في ذلك من اقترنت بزوجها صدفة أو بعد معرفة مسبقة ،وبقدر ما يتهمون المرأة بالثرثرة ،يتجاهلون أنها تتقن الإستماع أيضا وخاصة فيما يخص الغزل والود وكل ما يوافق نصف عقل المرأة- أظننا إلى هنا متفقين ؟!
أوافقك في أن من يحب يسعى لإسعاد حبيبه بشتى الوسائل حتى لو كان مايسعد هذا الحبيب ضربا من الجنون .
ولا أبالغ إذا قلت لك أني فكرت مرة أن أصنع ما صنعت ،وكان دافعي حبي اللامتناهي لزوجي ،وكانت تعتريني حالات من اليأس من كل شيء حولي ،لأني وكل النساء وربما الكثير من الرجال أيضا ،على يقين أن الزواج الثاني نادرا ما ينصف المرأة ,ولن أجزم وأقول الأولى ،لأنه كثيرا ما تكون الثانية هي المظلومة،فليست كل النساء واحدة وكذلك الرجال .
وهنا أسأل :هل يتوقف رضا زوجي على قبولي بما ترفضه جوارحي بالكلية .؟
ألست زوجة صالحة ؟وهل يتوقف صلاحي على تزويجه من تسلبني أمني وطمأنينتي معه ،والأمر لا يتوقف على قلبه لأنه ربما أحب غيري وهو معي ،ولا أظن أني بالبحث لزوجي عن زوجة أخرى سيقربني منه زلفى على العكس عندي فلو توافق معها فسينعكس ذلك علي إهمالا منه ،وإن لم يتوافقا فسأكون أنا من اخترتها له ،حيث أني دائما.......لا أحسن التصرف ولا الإختيار...أليس كذلك .
قلبت حروفك التي كتبت في ذلك فوجدت ريح الأسى تعصف بجوانب قلبك وروحك ،ولكن بكل صدق أعجبتني عزة نفسك بالله وأرجو الله هنا أن يكون ما فعلته وتحملته في ميزان حسناتك أختي الحبيبة.
ولن أهمل دور المجتمع في السيطرة على هذا الأمر،حيث أن من تجاوزت سجن قلبها وأفكارها إلى إظهار الرضا بهذا الأمر ،فسيكون الأصعب منه أن تتجاوز سهام العيون من حولها محملة بالشك تارة والشفقة أخرى .
أشارت خاطرتك إلى أن الزوج الغالي كان ينتظر عودتك بخبر يفرحه ،هل فكر زوجك أين كان الفرح منك في تلك اللحظات التي كنت فيها تبحثين له عن القد المائس ؟
ربما أسكن ثورة اللاءات فيك كتاب الله الذي قلت عنه وأرجو أن يكون بلسما لجراحنا جميعا،ولكن هل كانت حياتك الجديدة كما تصورت ،وهل كان كتاب الله المشرع الوحيد لدى أفراد الأسرة الجديدة ؟لك أن تحتفظي بالرد .والأكيد لو كان ذلك في أسرة فلن يتجاوز أسرا بعدد أصابعك .
أما عن بريق عينيك الذي رقص لزوجك ألست معي بأنه الدمع الذي تأبين أن يراه ،بل ترفضين خروجه خشية الضعف أمام القلب والإنكسار أمامه.
لا أدري هل هذا ما يطلبه منا الشرع نحن النساء ؟وهل في حال وقع علينا الظلم أوتحطمت قلوبنا عند أبواب رضا ساداتنا يتوجب علينا أن نسلم ونقول لنا في الآخرة.
وهل من الواجب علينا أن نجر إلى بيوتنا قدرا مجهولا بقدر معرفتنا به ومن ثم نقول هذه إرادة الله ؟
أين العقل .؟؟وأين القلب ؟
أعلم علم اليقين أن هناك حالات تستوجب الزواج الثاني الكل يعرفها وأسبابها جلية ،ولكن يقيني أكبر بأن الله عز وجل ما جعل هذا فرضا بكل الأحوال وإلا لما كان هذا حالنا ،والله الحكيم أعلم بما أودعنا من عقل ومن عاطفة .
عذرا إن أطلت الحديث ولكنه سؤال آخر:إذا كان الرجل هنا يريد أن يطبق شريعة الله فكم منهم يبحث عن عانس أو مطلقة أو أرملة ..؟الجواب عندكم .
برأيي أنه إذا أرادت المرأة أن تقبل بهذا الأمر فيجب عليها أولا -أقصد المرأة التي يمثل لها زوجها كل شيء وليس أبو العيال فقط كما هو عند الكثير -أن تحاول تجريد قلبها من حبه فلا أتصور سعادة تزورني بوجود شريكة لي في زوجي ولو على الورق....وألفت هنا إلى أن كثيرا من المجتمعات لا تتجاوز الحياة الزوجية عندهم حد الإنجاب من أجل العزوة كما يقولون ،وكثير من النساء من تلقى من الزوج الظلم والأسى وربما القهر فتسعى هي للتخلص منه بعروس
والله عليم بذات الصدور
لك محبتي وتقديري