هل تريد ان تتزوج من ( إشراقة) ؟
للشاعر الشيخ سليمان عياد ( 1859ـ 1950) الكثير من المواقف الضاحكة في حياته المليئة بالشعر والفكاهة والمرح .
على أنه من اطرف ما وقع له وهو في القاهرة ، من أنه نظم قصيدة عامرة يهنيء بها الخديو في عيد جلوسه ، وأرسلها إلى السراي ، فجاءه رسول السلطان يدعوه لمقابلة كبير الأمناء ، فلما مثل امامه رحب به وشكره ، وأبدى له إعجاب السلطان بقصيدته ، ثم ساله عن الجائزة التي ترضيه .
وكان الشيخ سليمان قد قرأ في الصحف قبل ذلك أن شاعرا مدح الخديو فأنعم عليه بإشراقة . فطلب منه هذه الهدية ( الإشراقة ) ، ثم عاد إلى بيته وهو لايصدق ما حدث .
ولم ينتظر سوى ايام حتى توافد رسل السراي إلى منزله يحملون أثاثا و أمتعة غالية ، ويعدونه بإرسال الإشراقة إليه في موعد حددوه له .
فجلس في نافذته يوم الموعد ينتظر ، حتى فوجيء بعربة فخمة تجرها الخيول المطهمة ، تقف امام الدار ، وينزل منها رجل يلبس (الردنجوت ) ، وخلفه ( الإشراقة ) ، ونظر . فإذا هي عجوز شمطاء تتوكأ على ذلك الرجل الرسمي . أتوا بها لتكون العروس التي طلبها !!
وأتت الأوامر من رجل القصر بأن هذه ( الغمة ) ذات حظوة كبيرة لدى الخديو ولدى أم المحسنين .
ولم يستطع الشيخ أن يفوه بكلمة ، ولم يفعل شيئا بعد ذلك سوى أن يكون هو الخادم الأمين المطيع لها .
إلى أن اراحه الله تعالى منها حين أوفد إليها رسولا من عنده لينقذه من الغم والهم والموت الذي كان يتمناه لنفسه لو لم يتداركه الله بلطفه.
لكن الشيخ سليمان عياد أخذ درسا لا ينسى ، فإنه من يومها لم يرسل إلى الخديو أي شعر يمدحه به.
مصدر : كتاب " دمياط الشاعرة " مع التصرف . مديرية ثقافة دمياط ، 1987.