أحدث المشاركات

لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: نصوص قصيرة بقلم موسى نجيب موسى

  1. #1
    الصورة الرمزية موسى نجيب موسى قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    المشاركات : 72
    المواضيع : 33
    الردود : 72
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي نصوص قصيرة بقلم موسى نجيب موسى

    مريـــم
    سنتان وشهران وبضعة أيام حصيلة عمرها على الأرض سقوط مدوي على إسفلت رأس الشارع من يد ابنة عمها "ثافنوتي".. كسر في الغلاف الخارجي لجمجمتها من الناحية اليسرى.. مئات من علب الأدوية.. مئات من السرنجات المفرغة في جسدها الضئيل.. مئات من الأحلام تنام بين كفيها الرقيقين.. اعتصار قلبي أمها وأبيها في هنات مرضها المتعددة.. قصص وحكايات وألعاب هي غرفتها الخاصة.. هي مريم نور القلب الذي لا ينطفئ وذاكرة القلب التي لن تموت بعد غروب شمس الوجود الأخير.



    مفرغــة منويــة

    قبلها كنت أخال الزواج مجرد مفرغة منوية يتم كبح جماح الشهوة وإشباع الرغبة في جوفها.. صدمة حب عنيفة نفت القلب إلى هوة سحيقة داخل مقبرة الذات،وقليل من مشاعر تبقت لها في القلب بعد المنفى، ومعرفة وثيقة جداً بها كان القرار.. تم الزواج على يد كاهن المدينة الصغيرة – مطاي – جعلتني منذ أول يوم لي معها على الفراش أن اعرف كيف يكون الحب الحقيقي؟!! أعادت قلبي من منفاه فكانت إلى جانب دورها كمفرغة منوية تحتوي حيواناتي القوية.. أما لنا جميعاً – أنا ومريم ويوسف -ثلاثة أبناء لها لا يفصل بينهم سوى السن والميول والثقافة.. نحتت صورتها في القلب ولم تغادر ذاكرته بعد.

    حبيبـة الراهــب
    سنوات عمرها فرت من بين يديها.. كان لها رأي فيمن سيتقدم لزواجها.. كثرة التردد.. طول سنوات انتظار ما قد لا يأتي...جسد تحاول ضبط إيقاعه بمعرفة طبيب التخسيس.. أشياء جعلتها تعيد النظر فيمن تريده ولكنها لم تجده.. الأول كان راهباً توهم في جلسة اعتراف صريحة أنه يميل ناحيتها أو هي توهمت ذلك لم يعد يفرق هذا كثيراً. كان يترك الدير وينزل لها في العالم يحاول أنيلتمس من يديها الباردتين أي لمسة دفء يدفئ بها قلبه المتجمد من قسوة برد البرية وشظف النساك.. هرب منها عائداً إلى البرية لكن في هذه المرة اتجه نحو دير أخر غير الذي عرفها فيه.. الآخر محرم عليها أيضاً.. زوجته الجميلة وابنته الأجمل وابنه المنتظر وعقيدتهما الصارمة.. كلها محطات كان يجب عليها الوقوف فيها طويلاً قبل أن يمضى قطار العمر.. لكنه مضى دون أن تترك توقيعها في ذاكرة القلب البيضاء.. رحلت دون عودة أو في انتظار عودة أخرى مع آخر حينما يتغير الموقف.. لم تحدد موقفها حتى الآن.

    البشهيـــة *

    تلتصق قدماها بأرضية الطابق الثالث من المدرسة.. تستند على السور الحديدي الذي يحول دون سقوط التلاميذ.. تتأمل وتترك عينيها تسبح في الفضاء الواصل بينها وبين البشهية.. لا تشعر بوقع أقدامه رغم اقترابه جداً منها.

    أنت اجمل كثيراً بدون النظارة.

    حوائط أسمنتية صنعها الصمت المطبق على المكان بين فمه وأذنيها.. أعاد الكلام عليها مرة أخرى:-

    أنت اجمل كثيراً بدون النظارة.

    اتسعت شفتاها بابتسامة باهتة وزاغت عينيها بين صورته الماثلة أمامها وبين البشهية.. بلا إرادة تملك عليها توجيه أفعالها قامت بنزع نظارتها.. ضحك.. لم تشأ أن تعرف لماذا؟ لكن عيناها امتلأت بالرعب عندما مر من أمام الباب الخارجي أحد أقاربها وأخذ يحملق فيهما.. رجعت عدة خطوات للخلف.

    لماذا تخافين إلا تعصمك هذه "الدبلة" التي تزين بنصرك الأيمن من مجرد الشك؟

    الشك ملاذ وخاصة لأمثالي.

    لم يفهم معنى كلامها ولكنها عادت تقول:ـ

    الشك مقبرة – أشارت إلى البشهية – مثل هذه المقابر الكثيرة التي أتمنى أن تحتويني إحداها في يوم قريب جداً.

    لماذا التشاؤم؟

    ولماذا التفاؤل؟

    عرف بعد ذلك من إحدى زميلاتها القريبات منها أنها مرت بتجربة قاسية ولم تملك حيالها سوى أن توافق على أول من يتقدم لها لتقطع الكثير من الألسنة التي بدأت تلوك سيرتها.. فكان خطيبها الذي ألبسها "الدبلة" ورحل إلى بلاد النفط.. وكانت هي بقايا أنثى تحاول أن تلملم رفاتها في أقرب مقبرة. في صباح اليوم التالي كانت قدماها تلتصق بأرضية الطابق الثالث من المدرسة...تستند على السور الحديدي.. تتأمل ثم تترك عينيها تسبح في الفضاء الواصل بينها وبين البشهية.. شعرت بوقع أقدامه بمجرد أن اقترب منها.

    أنت أجمل بدون النظارة.

    لم تتسع شفتاها بأي ابتسامه ولم تزغ عينيها بين صورته الماثلة أمامها وبين البشهية.. وملكت أخيراً أرادتها فلم تنزع نظارتها.. لم يضحك.. لم تمتلئ عينيها بالرعب على الرغم من مرور نفس قربيها من أمام الباب الخارجي للمدرسة وحملقته فيهما.

    أنت أجمل بدون النظارة.

    سمعتها للمرة الثانية.. لكنها لم تشأ أن ترد عليه وراحت تتأمل في البشهية بعمق أكثر وأكثر و.....

    * البشهية : منطقة تقع أمام المدرسة الإعدادية بقرية منشأة منبال – مركز مطاي – تضم مقابر أهالي القرية


    بقلم / موسى نجيب موسى

  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 2
    المواضيع : 0
    الردود : 2
    المعدل اليومي : 0.00
    من مواضيعي

      افتراضي رائع يا أستاذ

      [الأستاذ موسى نجيب :
      هذه ليست المرة الأولى التي أقرأ فيها ما تخطه بقلمك فكم هو رائع هذا القلم الذي ينتج هذه اللوح الفنية الجميلة مجموعة قصصك القصيرة تنم عن موهبة متفردة و عزف جميل على قيثارة اللغة لتفرد منها أجمل القصص . أتمنى لك المزيد من التقدم و دام لنا قلمك مبدعاً .

    • #3
      عضو غير مفعل
      تاريخ التسجيل : Jun 2006
      المشاركات : 2
      المواضيع : 0
      الردود : 2
      المعدل اليومي : 0.00
      من مواضيعي

        افتراضي رائع يا أستاذ

        مفرغة منوية :
        سأخص هذه القصة بالتعليق فكم هي رائعة تعبيراتك في وصف الزوجة و هذا الحب الذي يتولد و ينضج بالعشرة و هذا الأحتواء الذي يتولد من دفئ المشاعر بين الزوجين ، أهنئ ملهمة قصتك بكل هذا الحب الذي تكنه لها .

      • #4

      • #5
        أديب
        تاريخ التسجيل : Apr 2006
        المشاركات : 9,079
        المواضيع : 101
        الردود : 9079
        المعدل اليومي : 1.34

        افتراضي

        ...(موسى نجيب موسى)...
        وجود مفجع للالم داخل دائرة البراءة..واسلوب رائع ومنطقي لايصال اية رسالة الم الى المقابل..مريم نموذج للملايين من الاطفال الذين كانوا ومازالوا يعانون..الفجيعة...عزاء مريم..انها تمتلك..الادوية..وغرفة..والعا ب...لان هناك من يعاني ما تعانيه مريم دون امتلاك حتى سقف يقيه حر الصيف..وقرص الشتاء.
        قدمت نموذجا حيا من الصراع القائم ضد الظروف والاقدار..والذي هو من ضرورات القصة القصيرة.
        .........................
        رسم جريء لتلك العلاقة التي تجمع بين شخصين من جنس مختلف..فالبرغم من انها كانت ولم تزل في نظر الكثيرين مجرد مفرغة منوية..وحاملة فايروس خطيرة..استطعت بعد الصدمة ان تتخطى تلك المرحلة الخطير من فهم كيفية العلاقة.. لكن اظن بانك بحت بمرحلة التعدي هذه في المكان الخاطئ..مع ان الزمن كان مناسبا تماما..مع ذلك يبقى النص ذو قيمة فنية واجتماعية كبيرة.

        .................................................. .
        اعجبني..الفكر المطروح هنا..وبحنكة..في الاول مسألة التردد اشبه بآفة اصبحت تطال الجميع.. وهذا ما جعل نسبة العنوسة تكثر..والثاني..انها تطرقت الى نسالة الرهبان..واظهرتهم على صورتهم الانسانية بعيدا عن تلك الصورة الملائكية التي يريدنا البعض ان ننظر بها اليهم..فهم ايضا لديهم تلك الغريزة البشرية..ولكن حالة الرفض لاياتي الا جراء اوامر..؟
        والثالث..بدأ بمسألة وهو محرم..حيث السؤال الان الذي يتردد بقوة لماذا هو محرم...هل بسبب العقيدة..ام..بسبب اخر يتعلق بكونه متزوج وله اطفال..ام لماذا..؟
        النص جميل بمدلولاته الضمنية..والشيء الاجمل انه بدأ بتردد وانتهى بتردد اخر..؟


        .................................................. ...................
        اتوقف عند هذا النص كثيرا..بل اتأمله كثيرا لانه بالفعل قطعة ادبية رائعة..سواء من الموضوع والفكر المطروح فيه او من كونه يمتلك كل الادواة التي يجب توافرها في النص الناجح..من موضوع..وشخصية واسلوب..ووو...ولعلي اريد هنا ان اركز على الشخصية (الفتاة) وعلى الجوانب التي لامستها في شخصيتها..حيث الجانب الداخلي الذي تمثل بالمظهر العام والسلوك الظاهري لها..والجانب الجواني الداخلي..حالتها النفسية وحتى الفكرية...والسلوك الناتج عنها..والجانب الاخر المؤثر وهو الاجتماعي..حيث ظهرت جليا تأثير الاجتماع عليها.
        ولست اريد التطرق الى مدلول التشاؤم..لانه بحد ذاته يحتاج الى وقفة اكبر..ولا حتى ربط المقبرة بذلك كرمز اخر من رموز التشاؤم..!!
        النص قطعة ادبية رائعة بحق حيث تلاحمت الجواني الاساسية فيها لتظهره بهذه الصورة الجميلة
        تقديري واحترامي
        جوتيار

      • #6

      المواضيع المتشابهه

      1. نصوص قصيرة بعنوان "دورانات" موسى نجيب موسى
        بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
        مشاركات: 6
        آخر مشاركة: 16-01-2019, 09:16 PM
      2. قصة قصيرة للأطفال بعنوان "بائع الأحلام" بقلم موسى نجيب موسى
        بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
        مشاركات: 4
        آخر مشاركة: 17-06-2006, 11:30 PM
      3. قصة قصيرة للأطفال بعنوان "جائزة الملك" بقلم موسى نجيب موسى
        بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
        مشاركات: 0
        آخر مشاركة: 12-06-2006, 12:10 AM
      4. قصة قصيرة للأطفال بعنوان "السمكة الحائرة" بقلم موسى نجيب موسى
        بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
        مشاركات: 0
        آخر مشاركة: 12-06-2006, 12:09 AM
      5. قصة قصيرة للأطفال بعنوان "قطة مريم" بقلم موسى نجيب موسى
        بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
        مشاركات: 0
        آخر مشاركة: 12-06-2006, 12:08 AM