|
نزلْتُ سوقَ الهوى والعشقِِ أمتارُ |
ألفيْتُهُ مُوحِشـًا ما فيهِ ديــَّــارُ |
إلا شواهدَ للأجْداثِ شاخصةً |
كلافتاتٍ .. بها للحبِّ أسرارُ |
فهذهِ امرأةٌ ماتتْ بحسرتِها |
فالحبُّ ألهَى فتاها واللظى جارُ |
قد طاوعَتْ سحرَهُ حتى قضى وطرًا |
وفرَّ تاركـَـها والقومُ أبصارُ |
وحاولــَتْ عبَثـًا تُخفي جريمتَها |
حتى قضَتْ نحبَها والموتُ ستــَّــارُ |
وذانِ زوجانِ لم يـُـكـْمَلْ زفافُهُما |
يالهْفَ نفسي لم يمهلْهُمَا الثارُ |
كان ابنُ عمٍّ لها قد رامَ خطبتَها |
ولم تردْهُ وهذا عندهم عارُ |
دارتْ معاركُ بين الأهلِ واشتعلتْ |
في الحيِّ نارٌ وفي قلب الفتى نارُ |
خافت على إلفها أن يقتلوهُ إذا |
ما أظهرتْ أمرَها والحقدُ بتَّارُ |
وإذ رأتْ فرصةً فرَّتْ برفقتهِ |
إلى بلادٍ لها مرسىً وإبحارُ |
وأيْنَعَ الحبُّ وازدانتْ أزاهرُهُ |
وفاحَ عطرًا وبانتْ منه أثمارُ |
وهيَّــآ لزفاف العمر وانطلقتْ |
أحلى الزغاريدِ .. إنا اليومَ أحرارُ |
لقد كتمْنا الهوى جمرًا يُحرِّقُنا |
حينًا من الدهرِ إذ حاطتْهُ أخطارُ |
وبينما العرسُ في أحلى مشاهدهِ |
والكل نشوانُ والأنوارُ أقمارُ |
إذا زئيرُ رَصاصِ الحقدِ يسكتهم |
فلا غناءٌ ولا عودٌ ومزمارُ |
مات الحبيبان في أوْج احتفالهما |
كأنما العشقُ للعشاق نحَّارُ |
وللمقاديرِ في تصريفها عجبٌ |
لولا اصطبارٌ وإيرادٌ وإصدارُ |
وهذهِ آنسٌ كانت إذا بكرتْ |
إلى دراستها فالكل أنظارُ |
تتوهُ في سحرها الألبابُ معجبةً |
من أي حسنٍ يفيض السحرُ ؟ تحتارُ |
تمشي فتخلع قلبَ الصخرِ من ولـَهٍ |
كأنها عندما تختالُ إعصارُ |
كانتْ تُكَتِّمُ حبـًّا لم تبُحْ أبدًا |
بهِ إباءً فإن الحبَّ ثرثارُ |
تُوُفِّيَ الأبُ عن دينٍ وعائلةٍ |
من ذا يعول ؟ وهم أنثى وأغرارُ |
وجاءها خاطبًا هذا الذي حلمتْ |
به السنينَ ولم تبردْ لها نارُ |
لكنَّها رفضتْ والحبُّ قاتلها |
والشمسُ قد غربتْ والدمعُ مدرارُ |
وخانها العمرُ والإعسارُ فانحدرتْ |
حسنى الحسانِ فماتتْ وهْيَ آثارُ |
كم عيروها وما يدرون ما فعلتْ |
وكيف كانتْ جفاها الأهل والجارُ |
حتى الألى شقيَتْ من أجلهم ردحا |
قد أنكروها وشأنُ الناسِ إنكارُ |
وأجهشَ اليومُ يبكي الأمسَ في شجنٍ |
وكدتُ لولا مزيدِ الصبر أنهارُ |
وفي نهايةِ سوق الحبِّ لافتةٌ |
سوداءُ حمراءُ للعشاقِ إنذارُ |
تقول في زفرة الملهوفِ ياولدي |
بنفسك انجُ فإن الحبَّ جبارُ |
وهالني السوقُ والأحبابُ قد رقدوا |
وآثروا الصمتَ ما احتجُّوا ولا ثاروا |
وعدتُ أسأل نفسي بل أسائلها |
ألم تكن غايتي سوقٌ وتجارُ؟ |
غيدٌ حسانٌ يبعْنَ الحبَّ مختلفًَا |
ألوانهُ .. فهْوَ أذواقٌ وأسعارُ |
ماذا وجدنا بسوق الحب ؟ مقبرةً؟! |
غضَّتْ.. ولم تشكُ من سكَّانِها الدارُ |