مرت علينا ذكرى معركة حطين هذه الايام ولكنها مرت علينا مرور الكرام
فأين منا ذكرى حطين وانتصار صلاح الدين وماهى الدروس المستفادة من هذه المعركة
هذا ما سوف نعرفه من خلال ماطرحه الدكتور عبد الحكيم الطحاوى عن ذكرى معركة حطين وماهى الدروس المستفادة منها
*********
فى مثل هذه الأيام من شهر يوليو عام 1187 استطاع صلاح الدين الايوبى أن يسجل صفحة ناصعة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية مازالت تضيء في سجلات الانتصارات العظيمة وذلك عندما انتصر على الوجود الصليبي في الاراضى الفلسطينية في معركة حطين التي حولت تاريخ المنطقة في تلك الفترة حيث كانت البداية لإنهاء سنوات طويلة من الاحتلال عاش فيها الشعب العربي في فلسطين تحت وطأة الذل والهوان الذي لم يشهد له مثيلا إلا مع الوجود الاسرائيلى على هذه الأرض الطاهرة
ولقد كانت الاراضى الفلسطينية هدفا للحملات الصليبية التي وجهتها القوى الأوروبية بداية من الحملة الصليبية الأولى التي دعا لها البابا اوربان الثاني وهى الحملة التي استطاعت الوصول إلى الشرق العربي واحتلال بيت المقدس وتأسيس أول مملكة صليبية فيها 1099م مستغلة الانقسام الذي ساد الحكام العرب والمسلمين في تلك الفترة والضعف الذي أصاب الدولة الفاطمية في مصر وكان من نتيجة ذلك وقوع الشعب العربي الفلسطيني تحت وطأة الحكم الصليبي الذي منحهم درسا من العذاب والهوان والتشريد .
وعندما أفاقت القيادات العربية والإسلامية في ذلك الوقت على هذا الاستعمار الذي استحل مدينة المقدس حيث المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين بدأت تحاول أن تجمع شتاتها وتجتمع كلمتها إلى أن استطاع في النهاية صلاح الدين الايوبى القيام بهذه المهمة عندما خضعت لسلطانه مصر والمناطق الإسلامية العربية في الشام وأعلن في ابريل عام 1175 م قيام الدولة الأيوبية من القاهرة والتي انطلق منها ليوحد الجبهة العربية الإسلامية من مصر وحتى شمال العراق ليحتوى كل المناطق العربية المحتلة من القوى الصليبية الأوروبية.
-أثناء كفاح صلاح الدين الايوبى لتوحيد الجبهة العربية الإسلامية لم يتوان عن عقد هدنة مع الملك الصليبي في بيت المقدس حتى يفرغ من مهمته ثم يتفرغ له ولأمثاله من حكام الصليبين فى الشام وظل على ذلك إلى أن قام حاكم مدينة الكرك التابع لمملكة بيت المقدس الصليبية واسمه رينو دى شاتيون بنقض تلك الهدنة عام 1186 م عندما اعترض قافلة تجارية إسلامية على الطريق بين الشام والحجاز ونهب متاع المسلمين وأسر عددا من أفرادها وهذا الأمر كان امتدادا لسلسلة من الحركات العدائية التي صدرت منه وكان أبرزها محاولة الهجوم على الحجاز إلى أن قال للمسلمين الذين (( اذا كانوا يثقون بمحمد فليأت لينقذهم )) وكان هذا التطاول منه على النبي صلى الله عليه وسلم والإسلام والمسلمين درسا يجب أن نعيه ونقاومه فيما يحدث الآن من هجمة شرسة على الإسلام من الدولة الأجنبية التي تحاول أن تلصق الإرهاب بالمسلمين مع أن الإسلام بريء من كلمة إرهاب !!
وهنا تأثير صلاح الدين الايوبى بما سمع وثارت ثائرته واقسم إن يقتل شاتيون بنفسه فبدأ يعد العدة لتوجيه الضربات حتى ينتقم من الوجود الصليبي ممثلا فى مملكة بيت المقدس وشاتيون الذي يعمل تحت قيادة الملك الصليبي وتقدم صلاح الدين في مثل هذه الأيام بجيوشه العربية ودخل الاراضى الفلسطينية عند بحيرة طبرية وهناك دارت المعركة التي نحن بصدد الحديث عنها معركة حطين في الرابع من يوليو عام 1187 وأحرز الانتصار الذي مازال يضيء سجلات الانتصارات العربية والإسلامية لأنه غير تاريخ المنطقة عندما استطاع هزيمة القوى الصليبية وأسر العديد من قادة الوجود الصليبي في تعامله مع الملك بينما نفذ قسمه فى تعامله مع شاتيون حيث قتله بنفسه محققا وعده الذي قطعه ردا على تطاوله على الإسلام والمسلمين .
ولقد كان هذا الانتصار في معركة حطين البداية التي فتحت الطريق لتحرير مدينة بيت المقدس المقدسة من الوجود الصليبي وأراد صلاح الدين الايوبى ذلك القائد العسكري تأمين جيوشه وانتصاره من أي إمدادات قد تصل إلى الصليبين ولذلك بدأ باسترداد مدن الساحل من الوجود الصليبي حيث زحف بجيشه إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط واسترد مدن بيروت وصور وعطا وعسقلان وبعد أن اطمأن إلى هذه ألاماكن تقدم بجيشه نحو بيت المقدس وهناك ضرب المثال لسماحة الدين الاسلامى التي تعد مثالا للإنسانية جمعاء حيث أرسل لأهلها قبل أن يصلهم بالأمان لجميع السكان من مختلف الأجناس والديانات واسترد بيت المقدس صلحا بعد توقيع معاهدة الصلح التي توافقت مع ما كان يتحلى به من حنكة سياسية وعقيدة أسلامية .
وهكذا كانت معركة حطين احد الدروس التي سنظل تكتب عنها والتي يجب أن نقتدي بها حتى اليوم ونذكرها لأنها وقعت على نفس الاراضى الفلسطينية تلك الاراضى المحتلة من الوجود الاسرائيلى الذي يدل في ممارساتة مع الشعب الفلسطيني على أنة امتداد للوجود الصليبي الذي كان جاثما على تلك الاراضى الطاهرة ، فما يفعلة شارون فعلة من قبلة شاتيون مما يؤكد على النشابة في الاسم والفعل والظروف لأنة يزهق الدماء الفلسطينية يوميا ويرفض كل مبادرات السلام والايدى الفلسطينية والعربية التي تمتد لة على الرغم من المحاولات الكثيرة التي يبذلها القادة العرب وعلى رأسهم الرئيس حسنى مبارك ولعل من أخرها استضافتة لمؤتمر القمة العربية الأمريكية في مدينة شرم الشيخ التي مهد من خلالها الطريق أمام " خارطة الطريق " ووضع الولايات المتحدة الأمريكية أمام مسئوليتها التاريخية لإنهاء هذا النزاع وتلك المعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني منذ سنوات طويلة والى أن تتم هزة الجهود فتلك الكلمات عبرة من دروس التاريخ للشعب الفلسطيني الصامد الذي يقاوم بكل شرف لأنة على حق وليس على الباطل فالمدافع على الحق لابد أن يصل إلية أما الباطل فلابد لة من الزوال وكل الشعوب العربية والإسلامية تقف خلف الشعب الفلسطيني حتى قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها مدينة القدس ثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسول الله صلى الله وعلية وسلم .