تخيّلْ
أنّكَ طفلٌ
تحملُ جوازَ سفرٍ
وبطانيةً
وقلمَ رصاصٍ
وأحلامَ ورديّهْ
لو بقيتُ طفلاً
لصنعت قارباً من روحي
أهرب فيهِ إلى حياة
عبرَ أنهارٍ وبحورْ
حتّى أنتهي
إلى وقتٍ مختلفٍ
خالدٍ
إلى جزيرةٍ أحلامٍ
كي أغفو
تخيّلْ
أنّكَ طائرٌ يُغرِّدُ
يجوبُ بلاداً
يسكنُ ميلاداً
يُجرّدُ أوراقاً
منْ ذكرياتٍ عاديّهْ
لو بقيتُ طفلاً
كنتُ جعلتُ أمي قمراً أزليّاً
وأبي شمساً يُشرقُ من رحم الشرقِ
وأصدقائي أرضاً ذاتَ عيونٍ
منشورةً في كوني
كي يبقون جانبي
أبكي
أضحك
دونَ إطارٍ يقيِِّدُ
لو بقيتُ طفلاً
كنتُ صنعتُ من القلوبِ
ريشةَ فنانٍ
ورسمتُ
على سماءٍ خمريّةٍ
صورَ عُشّاقٍ كُثرٍ
وأبقيتُ نفسي عليها
وأيقنتُ أنّهُ
الوداعُ الأخيرُ
لو بقيت طفلاً
(غزة)