|
رُغمَ الجِراحِ وآلامِ المُعاناةِ |
|
|
بغدادُ يا وَلدي أغلى انتِماءاتي |
مرَّتْ عُصورٌ, وذا التّاريخُ يذكرُها |
|
|
والمجدُ تكتُبهُ بغدادُ آياتِ |
وَلو يَطولُ ظلامُ اللَّيلِِ تَنفضُهُ |
|
|
والصُّبحُ ترسمُهُ رُغمَ العَذاباتِ |
بغدادُ يا وَلَدي مازِلتُ أذكُرُها |
|
|
تلكَ الحَبيبةُ لَو هاجتْ خَيالاتي |
إنْ سالَ دمعُكِ يا بغدادُ , وا أَسَفي |
|
|
أنتِ العَظيمةُ يا شَمسَ الحَضاراتِ |
اليومَ - بغدادُ - جُرحي كادَ يقتُلني |
|
|
والجُرحُ يَرفضُ أحضانَ الضِّماداتِ |
أَيُّ الجِراحِ أراهُ اليومَ مُلتئِماً |
|
|
وكلُّ جُرحٍٍ يُداوى بالجِراحاتِ |
تُسقي الجِراحُ جراحاً غيرَها بِدمٍ |
|
|
إذْ نحنُ نُبدلُ مأساةً بِمأساةِ |
بغدادُ , هلْ عادَ "هولاكو" يُحاربُنا ؟ |
|
|
أمِ الشَّياطينُ في أرضِ الرِّسالاتِ ؟ |
مَاذا نقولُ إذا "المَنصورُ" يسألُنا ؟ |
|
|
صارتْ مَدينةَ أشباحِ الضَّلالاتِ |
"هرونُ " في قَبرهِ يَبكي حَبيبتَهُ |
|
|
تلكَ الّتي زفَّها مَجدَ انتِصاراتِ |
كمْ مرَّةٍ يقتلُ "المأمونُ" إخوتَهُ ؟ |
|
|
وهلْ نَعودُ لتاريخِ الخياناتِ ؟ |
سَلْ "شهرَيارَ "إذا عادتْ طبائعُهُ |
|
|
وعادَ يَذبحُ ظُلماً في الرِّواياتِ |
كمْ "شهرَزادَ " بِخيطِ الفَجرِ يخنقُها ؟ |
|
|
في ألفِ ليلةِ عُرسٍ واحْتِفالاتِ |
سَلْ " كَربلاءَ "أما فاضَتْ بنَهرِ دَمٍ |
|
|
لمْ ترتوِ الأرضُ منْ "رأسِ الإماماتِ " |
جفَّتْ دُموعُكَ , هذا بعضُ مَأساتي |
|
|
والبَعضُ يُدركُ بَعضاً مِنْ مُعاناتي |
فالرَّحلُ إنْ ضاعَ يوماً , إنَّهُ وَطني |
|
|
هذا الَّذي ضاعَ في عَصرِ المَهاناتِ |
منْ أيِّ مَزبلةٍ قدْ جاءَ ساستُنا |
|
|
بالدِّينِ فرَّقَنا جَهلُ العِماماتِ |
ما هَمَّهمْ زَرعوا الأحقادَ في بَلَدي |
|
|
والحربُ جاءتْ بأنواعِ الشِّقاقاتِ |
كنّا العراقَ وكلُّ الكونِ يعرفُنا |
|
|
واليومَ يُغرقُنا بَحرُ النِّزاعاتِ |
والبيتُ مُزِّقَ أشلاءً بِساكِنهِ |
|
|
فالدينُ أمسى صَريعاً بالوَلاءاتِ |
والنَّخلُ يَهتزُّ لا سعفٌ يعانقُهُ |
|
|
ولا يُساقطُ تَمراً باهتِزازاتِ |
ما للفُراتِ أراهُ اليومَ مُكتئباً ؟ |
|
|
ما عادَ يَحكي لأبنائي الحِكاياتِ |
عانقتُهُ وَأَنا طِفلٌ شُغفتُ بهِ |
|
|
واليومَ يُبعدُني هَولُ المَسافاتِ |
ما للفُراتِ وبَحرُ الدَمِّ يُغرقُهُ ؟ |
|
|
يَرمي لدِجلةَ آلافَ الجِنازاتِ |
وذاكَ دجلةُ يبكي للفُراتِ بِلا |
|
|
دَمعٍ فَقدْ فاضَ منْ نَزفِ الجِراحاتِ |
تلكَ اللَّيالي " أبو نَوّاسَ " يذكُرُها |
|
|
فَكمْ تَسامرَ إخوانُ الدِّراساتِ |
واليومَ صارتْ مَقاهيهِ مُحرَّمةً |
|
|
والوَصلُ يمنَعهُ صوتُ انْفِجاراتِ |
ما عدتُ أكتبُها, أسماءَ منْ رَحلوا |
|
|
فالكلُّ مَوتى , فَما نَفعُ الكِتاباتِ |
حتّى المَقابرُ تَشكو اليومَ عُزلتَها |
|
|
صارتْ مقابرَنا كلُّ المَساحاتِ |
إنْ ضاقَتِ الأرضُ بالأمواتِ وامتَلأت |
|
|
فالرّافدانِ هُما ركبُ النَّواحاتِ |
ما للمَساجدِ تبكي منْ يُفارقُها ؟ |
|
|
لمْ يبقَ فيها سِوى ظلِّ المَناراتِ |
قالوا بأنَّ ظِلالَ المَوتِ تَقطنُها |
|
|
والمَوتُ يُزرَعُ حتّى في النِّفاياتِ |
نُمسي بجرحٍ إذا ما الحظُّ حالفَنا |
|
|
والليلُ يَخنقُ آلاماً بآهاتِ |
تَبكي الطُّفولةُ عُمراً قبلَ مَولدِها |
|
|
كأنَّها وئِدتْ قبلَ المَخاضاتِ |
آهٍ , و ما عادَتِ الأنفاسُ تلفظُها |
|
|
أصبَحتِ يا آهِ في نَبضِ الحَشاشاتِ |
هذا الجَحيمُ , متى الفردوسُ نَعرفهُ ؟ |
|
|
أمِ الجحيمُ مَصيرٌ في الخياراتِ ؟ |
إنَّ العَقيدةَ فينا اليومَ راسِخةٌ |
|
|
ديناً هَدانا بهِ ربُّ السَّمواتِ |
يا ربِّ أرسلْ عَليهمْ ما وَعدتَ بهِ |
|
|
طَيراً أبابيلَ تَرمي بالحِجاراتِ |
وانصُرْ رِجالاً , فوعدُ الحَقِّ نَصرُهمُ |
|
|
فَالماجِداتُ نَسجنَ النَّصرَ راياتِ |
" اللهُ أكبَرُ " إنْ ما زلتِ رايتَنا |
|
|
باللهِ نُقسِمُ آتٍ نَصرُنا آتي |
هذا امتِحانٌ لَنا واللهُ ينصرُنا |
|
|
رغمَ المَجازِرِ ما اهتَزَّتْ قََناعاتي |
ما نَحنُ إلاّ رِجالٌ وعدَهمْ صَدَقوا |
|
|
فامسحْ دُموعَكَ لَو حانتْ نِهاياتي |
بَغدادُ يا وَلدي أغلى انتِماءاتي |
|
|
بَغدادُ يا وَلدي أغلى حَبيباتي |