|
ما زلت رغم أتون الحيف مولاتي |
أستنسخ الصبر من شكوى مناجاتي |
تاهت بأهداب عيني غادة رسمت |
كحل الغرام مقادير العبارات |
عرف الصبا من رياحين المنى عبق |
تشدو الأقاحي به في موسم الذات |
من وردة الفجر تهدي الآس نسمتها |
والعطر فنجان ترحيب اليمامات |
من يزرع الود في بستان غايته |
ترو ِ الوسيلة أزهارا نديات ِ |
من كل بارقة ٍ ألفاظ عفتها |
تسبي برقتها أسياف جولاتي |
جازفت بالحب شرعا بات سادنه |
عبدا ترهبن في عينيك مولاتي |
يسعى بركن الصبا طيفا فيسبقه |
ظل التوجس في مرمى العبادات |
كيف اختزلت كتاب العشق في كلم |
والحب فهرس آلاف الإجابات |
أستلهم العشق من عينيك ترشدني |
بالغمز عيناي في مسرى الغوايات |
ماذا جنيتُ وبستان الهوى عزفت |
ألحانه الخضر قيثار الحكايات |
ما أوتر القلب نبضا قاسه شرفا |
نبض الوداد على ألواح ميقاتي |
منه ارتويت بكأس الوصل فاستلبت |
جفناك لذة تهويم العصارات |
حتى ترنح ليل السهد يسعفه |
طير الكرى بنعاس أحور آت |
ما بين جفنيَّ مهد الحب أفرشه |
والعين ترقب أطياف الوشايات |
واستنفرت كل قانون طوارئه |
بالعرف يحكم لي حقا بآهاتي |
حكم الهوى قدر يقضي فنسمعه |
أمرا يخط بلوح الجبر طاعاتي |
يا قاضي العشق حبل العشق قيدني |
قلبا لمعصم أسوار الضراعات |
لم أقترف بيمين الجنح ما انتبذت |
ليلاي ظلما بقانون الجنايات |
هذي مرافعتي بالعدل أنطقها |
فاسأل وريد الهوى عن نبض راحاتي |
ما صانت القلب أو بدلتُ معدنه |
مازال تبر هيام رغم مأساتي |
باتت تصد بكف الرفض زفرتها |
والصدر يرتج ضيرا من معاناتي |
ما اغزوزل العشق أو حلت ذوائبه |
من مغزل العشق خيط الهجر لا ءاتي |
لما رفعت ببحر الحب قافية ً |
هــبَّ الخيال فعامت منه مرساتي |
واختل وزن النهى في كل جارحة |
تستلهم الوصل من عينيك مشكاتي |
حتى استفاضت بملح التيه مركبتي |
واستغرق الصبر مني بحر آهاتي |