إنه أنيني ونحيبي ..
أنين أنثى كانت يوما ندية .. كانت زهرة وردية .. كانت عمراً تهديه للبقية.. أذابت الحب في الروح وحلقت كالفراشة تتهادى لرحيق الحب تسقيه وترويه ريا لنفوس ظنت أنها طيبة ووفية .. عشت أحلم .. أني سأكون يوما سعيدة وهنيّة .. عشت أرسم .. أتأمل .. بأحلام فتاة صبية ..
ذهبت الأحلام .. واختفى الرسم .. نسيت أني بنيت أحلامي من خيال .. ورسمت كلماتي وآمالي على الرمال .. وما للرمال من أمان لحفظ الرسم والذكريات .. أخذتها أمواج الظروف والحياة .. أخذت كل أحلامي وتهت أنا .. وتألمت .. وتعبت .. وأفقت من حلمي .. من خيالي .. من رسمي على الرمال .. تقاذفتني كل أمواج البحار .. وعشت أيامي بين الآهات والأنات والزفرات ..
مرهقة .. متعبة .. منهكة أنا من طول مشواري الحزين .. تحملني آلامي .. ويرافقني حزني .. وتضج في صدري أناتي .. وتلاحقني دموعي .. أتململ من ذاتي .. ما عدت أطرب لشدو عصفوري الحب على شرفاتي .. أسمع شدوهما كناي حزين يقتلني أكثر من قتلي لذاتي .. وفقدت تمتعي بألوان أزهاري .. ما من ربيع يطل على أيامي .. ما عدت أحتمل حتى ذاتي .. ولا أطيق صوت أنفاسي ..
أنين أنثى .. أنين امرأة تحتضر ووردة ذبلت .. وربيع مات على الأبواب قبل فتحها .. وعصفورين على الشرفة ينتحبا .. وأنا بين كل هذا .. باقية في صومعتي .. أعانق دمعتي ..
نسرينــه