مجموعة من القردة من النوع الغير العادي، اجتمعت لتتسلق قمة جبل عال، وكان الجبل هو أيضا غير عاد.
من فوق قنته القرعاء العظيمة، نستطيع رؤية السهل الشاسع الممتد حوله مع أنهاره وحقوله، وكذلك مشهد غير مرئي في أسفله.
القردة -للأسف- لم تكن تستطيع أن تتأمل المشهد طويلا .. فبمجرد ما بدأت العاصفة ولم تكن عاصفة عادية مألوفة كتلك التي لا تخيف إلا الخجولين..كانت سحب سوداء كالحبر قد انتشرت في كل الجهات وامتدت ككفن ثقيل بين السماء والأرض، وانبثق البرق فكانت السماء كأنها تحترق، في حين كان قصف الرعد يوحي بان الأرض ستنهار..
المشهد كان جد مخيف لدرجة ان كل القردة اصفرت من الخوف، فبدأت كل أعضائها ترتجف..ولم تكن تستطيع فعل شيء لأنه لم تكن توجد أية مغارة بالجبل لتختفي داخلها.ومن جهة أخرى وخوفا من فقدان عزة نفسها، لم تفكر في الهروب والتشتت في الوادي..فصاحت تقول بلهجة شاكية:" يا للشقاء ..لقد ضعنا لم نكن نعتقد أبدا بأننا نستطيع إنهاء وجودنا بطريقة محزنة!
فاقتربت الواحدة من الأخرى وأغمضت عينيها، ثم شرعت في البكاء والتأوه بيأس.. وبقدر ما كانت تبكي، بقدر ما كان يأسها يزداد .. وبقدر ما كانت تتأوه، بقدر ما كان صراخها يرتفع، فتزداد يأسا وصراخا ويتضخم رعبها.. وهذا ما فرض سؤالا يتعلق بمتى ستهدأ؟ ذلك أنها بقدر ما كان رعبها عظيما، بقدر ما كان يفرض بكاء وتأوها .. فكانت تبكي بقوة إلى حد أصبحت معه لا تستطيع سماع صخب شهيقها.. وحان الوقت الذي لم تعد تفكر فيه في غير حزنها الخاص ونسيان كل شيء آخر.. ورغم ان العاصفة توقفت، فإن القردة استمرت في قصف الجبل بصراخها وتأوهها المفجع..
وهكذا كانت مغامرة القردة مشرفة، يتكلمون عنها باستمرار بفرح وسعادة قائلين:" لقد عشنا فترة هائلة من العاصفة ..متسلقين قمة هائلة وخطيرة لجبل عال..لقد عرفنا من خلال دموعنا الحارة كيف نحقق المعجزات..كان درسا عظيما ..وها نحن اليوم نعرف كيف ننتصر على العواصف..!!!
حكاية منقولة من التراث الحكائي الصيني. ترجمت إلى اللغة الفرنسية، وقمت بنقلها إلى اللغة العربية.. ( نفس المصدر الذي ترجمت عنه النص "فرادة فأر" الصفحة 91 إلى 94. "