إن الإنسان قيمة مطلقة يا سادة
فهو في لحظات من حياته يكون ... الشر كله
وفي لحظات يصبح ... الخير كله
ولأن الله خلقنا بيده ولأن فينا نفخة من روح الله ، وهذه النفخة هي التي تجعلنا نعلق الآمال على هذا الإنسان حتى في أشد أحوال بُعد هذا الإنسان عن ربه، فالقلوب بين اصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء
عندما قرأت أمر الله في كتابه المجيد أن نكون ربانيون .... قال تعالى (ولكن كونوا ربانيين)
فهمت معنى الامر على أنه كونوا مثلي وانظروا إلى الناس كما أنظر أنا، فإذا ما عرفنا أن رحمة الله وسعت كل شيء وإذا عرفنا أن رحمة الله سبقت غضبه، دهشت ولم أعثر على أجابة ... لماذا يسبق غضبنا لرحمتنا ؟؟؟
وحين نفشل أن نكون ربانيون فلم لانكن نبويون في اتباع نهج الرسول الكريم والنظر بعين رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فنرى كيف انه كان يقول
(اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)
وقوله (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) ولا يخفى علينا كيف هو حال علاقاتنا الاجتماعية اليوم
كلما أتذكر قصة حاطب بن أبي بلتعة ألذي أفشى أسرار الدولة الى مشركي قريش وغفر له الرسول صنيعه وأتذكر
(وحشي) رضي الله عنه وهو قاتل حمزة رضي الله عنه
أقول نحن اليوم بحاجة ماسة لادراك فقه التناصح بيننا على الطريقة السلمية ، ذلك أن صحابة الرسول عليه السلام كانت شخصية متوازنة فيها الشدة على العدو والرحمة فيما بين أهل القبلة أجمع ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكافرين رحماء بينهم .. ) واليوم نرى بعض أخوان الرسول قلبوا محاور تلك الشخصية
فلا أظن أن لو كان أمر وحشي أو حاطب بأيدي أرأفنا اليوم لما أبقاهما أحياء
أعرف أن الصبر على ما لم نحط به خبرا من أصعب أنواع الصبر على الإطلاق حتى على الإنبياء فما بالك بنا نحن، فكيف تصبر على مالم تحط به خُبرا ؟؟؟