انتثرَ جمالك
وبقيتُ وحيدًا أجمع فيه
[LEFT]بقلم : إيهاب النجدي[/LEFT]
أيتها الوحيدة في جمالها
والبعيدة كالنجم
والهادئة كالملكوت في ساعات توحده بالصحو
والشجو والأنس والخشوع
لماذا حجبت عني جمال محياك ؟
وقد تجمع فيه ما تفرق من بدائع الطبيعة
وما تناثر في أفقها المنظور من روائع
وما تشتت في السماوات والأراضين
لماذا حجبت تلك اللمحة الفريدة
والجملة السعيدة وقد حوت كل المفردات ؟
لماذا تركت البستاني وحيدا ؟
يركض في فضاء الأنغام والتنهدات والظلال والألوان والأوقات
وراء منثور جمالك :
في ورقاء تقبّل صغيرها بالحُب والحَب
في غصن صفصافة يتحالف و النسيم في معاهدة أبدية ,
مكرمة لرفيقه على زيتونة مائلة
في الظل عندما يطرح سجادته الشعبية
لعابر ضاقت به السبيل
في وردة غُرّبت عن وادي الورد
لتسكن راضية في كتاب عتيق
في النهر الوديع ينصت في" شقاوة "
لأليفين يبللان من فيضه ذكريات المساء
في الموج عندما يتخلى عن ميراثه العتيد
ليحط بالطفل المروع على شاطئ الحياة
في فراشة أنيقة توقع لحنا غامضا ل"شوبان"
في عيني السيدة الرقيقة الحاجبين
في كف الوليد وهي تداعب وجنتي أم رؤوم
في إطلالة الضوء الخجول من نافذة الصباح
على عيون أرهقها وجد الليل
في عشبة تتطلع لقطرة الندى كما الرضيع
في سرب إوز سابح في جدول ريفي طهور
في مرج الماءين يمتزجان دهشة ووجدا
في قبضة فتى الحقيقة, يرمي بحجر من سجيل
في قفزة الغزال النحيل,
وهو يعدو فوق الأسى والمستحيل
لماذا حجبت عني جمالك, وفي كل شيء أنت ؟
احتجبي _ إذن _ ماشئت
فإن ما رأيته جُملة في محيّاك, أراه منثورا في كل شيء
وحبي الذي توزع على كل شيء
يتجمع عند محيّاك .