|
الهمُّ جاوز حدَّ شاطئـِه ِ الكمي |
زبداً لما تـُجريه جوقلة ُالطمي |
سيلا بعارم سدُّ مأربـِه انثنى |
حقدَ الرُشاش ِ كرأس زقوم ٍ نـُمِي |
ضلت مرامي زمجرات ِ سـُدُوْفـِه |
عـِوَجـَا يـُدَّمـِرُ كلَّ حصن ٍ قد حـُميِِ |
في كل ناحية السراب تطايرت |
قطع الفلول تحث خيل تجهم |
وعواصم ُ الآثـام مثـَّل إفكـَّها |
زيفُ التخبـُّط ِ في سفارة علقم |
عن قوس ِ حنظلة النوازل ِ واترتْ |
بيضَ المدائن ِ سودُ غربان الفم |
فتناثرت قطعُ البلاء مصيبة |
شيطانها عرجون سهم قد رُمي |
وكأنها زمر السراب تباينت |
طللا تفندها الظنون بمرجم |
فتنٌ كجلمود المُحال ِ يَحُطـُّهُ |
نهرُ الجنون بحفرة المتردم |
وإخال أنك يا بن عبس ٍ عابسا |
كمداد هجر من يراع ٍ مظلم |
وتـُصِمُّ آذانَ النكوص ِ برعدة |
تسبي القيان بقلب حر مُفـْطـَم |
وأظن ذكراك القصيَّة أقبلت |
تغري معاني سيفـِكَ المترنم |
ما جاءنا بوباءِ أصلاب ِ الخـَنا |
كجيوش غلٍّ قادها ابنا ضَمـْضَم ِ |
من كل حدب في مضارب حسرة |
قالوا (ألا يا دار عبلة واسلمي) |
(لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى |
حتى تريق ) مدادَ شعر ِ المنتمي |
وكأن أرحامَ البطولة لم تلد ْ |
إلاك حرا في مضارب جـَرهم |
|
أرثي فيصطبغ الأنينُ على فمي |
وبمبضع الإذلال ِ زالوا ـ ويحهم |
مني لسان النزف ِ بعد تـَجـَهـُّم |
أواه يا جرحَ الرجال إذا استوى |
بين الحنايا ذلَّ بنتَ المبسم |
أواه يا جمرَ الفؤاد أوارُه |
نـَبـْكيـِه ِ قافية ً بدون تـَلعثم |
صار النحيبُ ملاذنـَا متسربلا |
كقميص ثأرِ الظلم واتـُره عـُمي |
أواه من سجع ٍ يُعـَرِّيْ أدمعـَا |
ًكانتْ بحجر الصبر يرعاها فمي |
ناحت جواري الصبر فاتشحت لمى |
نارَ السفور ثــَكـُولُ شهر ِ المأتم |
فاستل سيفَ النائبات محررا |
قلمَ الجبان مجازَ عنترة الظمي |
فتبسمتْ لدواة عبلة رعدة |
نجلاء بارقة بريشة ِعندم |
وإذا بفيروز الجزيرة عاجلا |
خبر أتاها من رسول مفهم |
باعوا صلاح الدين بخسا يشترى |
بكؤوس ليل من عَُقار ٍ مُعـْدَم |
وعلى أريكة ِ نصرِنا جلسوا ضحى |
مترنمين على أنين الهيثم |
ورأوا بحطين الصلاح معازفا |
لقيان تاريخ ٍ كوشم ِ المعصم |
غالوا مدى الأيام تهمة َ زورِهـِمْ |
إرهابَ سفر نال ناصية َ الفم |
زوراءُ صلصلة ُ المعاني غالها |
فيروسُ غدر من حظيرة (ملجم) |
إخوان يوسفَ ضامهم فأتوا به |
كذبا قميصا بيعَ بخسَ الدِّرْهـَم ِ |
وإذا بخارطة الأُخـُـوَّة ِ تشتكي |
لزعاف تأطـير ٍ بأنف مُزْكـَم ِ |
قلم القصاص يهجُّ من تاريخنا |
مشيَ الهزيع ِ وراءَ عـُرْج ِالغيلم |
ورؤوسُ أقلام ِ الرصاص توهـَّمـَتْ |
بصهيل ِ ممحاة ٍ وإن لم تـُفـْطـَم ِ |
(ولقد ذكرتك ) ثم أردف خلفه |
طفلا علت شفتيه زأرة ُ ضيغم |
خذني سرابا كيف شئت من الردى |
طيفا تـَزَنـَّرَ فوق سرج ِ الأدهم |
لا ضير إن جفـَّتْ فحولة ُ شارب |
فالخير في ذات الخمار المُفـْحـِم ِ |
(آياتُ) مدرسة ِ الشهادة علـِّمي |
كيف الرجولة تنحني للأنجم |
صكَّ المبيع خذيه من أسيادنالا إثم َ إن كنت ِ الأميرة فابْسمِيْ |
وارمي الخمارِ فقد توارى خشية |
شوكُ المذلة ـ نـقـتـفـيـه ـ طعامـُنا |
ولك الضيافة ُ من زكيِّ المطعم |
خنساءُ صادرنا البكاء رجولة ً |
فـَلـْتـَنـْعـَمِيْ بالساح ، أنثى حمحمي |
مطر بلا وسم ٍ يَشُدُّ غيومـَه |
بحبال رعد لـفَّ غيدَ الأسهم |
رصدتْ بعاجل ضربة أخبارنـَا |
رشقاتُ سام ٍ من صديق مجرم |
لولا الحياءُ لكحلت ساداتـُنا |
رمشَ السقوط بقيح غـَرْب ٍ طَلـْسَم ِ |
والظلم في (لولا) إن استعملتها |
قالت لإبليس ِ الظنون: توهم |
أممٌ غثاءُ السيل أزبد شاطئا |
وأظنها جـِيـَفـَا ً إذا لم تعلمي |
يا عنترَ العبسي مـِثـْلـُكَ يـُستـَبَى |
فالحرُّ مـَكـْمَنـُهُ بقبو ٍ مـُظـْلـِم ِ |
بعفاف طرف( ما بدت لي جارتي) |
وصدى الوجيف أجارتي لن تـُهْـزَمـِي |
هي ذي الرجولة ُ عنفوان صبابة |
وتغزُّلٌ بعفيف سيف ِ المغنم |
وتشرُّفٌ بالحب في ساح الوغى |
( لمعت بوارقُ مثلَ لمس ِ المرهم |
لكن أيسمح لي محاورة َالفتى |
أدنو بخطو الفـُصح من وجدْ الكمي |
فأجابني والسيف يقطر بسمة |
كرحيق فخر هات ِ ردَّك، واحتمي |
فرفعتُ قبعة الشعور مجاملا |
أعلمت رأي العرب لم يتصرم ؟؟ |
أضحت بلا لجم الحياء يصدها |
عن ورد طين ٍ آسن ٍ متردم |
أسمعت ما يجري على ساحاتنا |
يبكون عنتر ويح عنتر أقدم |
بغداد ما وطئ الغزاة فراتـَها |
بخسيس طبع في لباس المجرم |
والقدس بعناها ببخس دراية ٍ |
صلوا به وتوضؤوا من زمزم |
وهلالُ وجه ِ النائحات محافظا |
فيه المدار أفول شهر (مُحـَرَّم ِ) |
ورجولة صُنِعـَتْ بنسخ ِ نعاجـِهم |
ترعى خشاش الذل دون تكرُّم ِ |
أما الذكورة يا بن عبس ِ ختانها |
عقم تأنثه الفحولة فاعلم |
إن لاح من ساق الرذيلة أظفر |
قالوا: هلالٌ في مدار مرتمي |
واختل ميزانُ الصُرُوف ِ فـَمُعـْرَبٌ |
غطا قـَفـَاهُ بمنع فتح القمقم |
يا عنترَ الكلمات ألـُجـِمَ وحيُها |
شيبوب أملى سفر حـِنـْث ِ الحـِصْرم |
وتناثرت حـِزَقٌ المعاني جملة ً |
وبراقُ إسراها بقدس مـُلـْجـَم ِ |
وعلى جباه الساقطين َ سجية ٌ |
ألـِفـَتْ وقاحتـُها تـَهَـدُّلَ بـُرطـُم ِ |
فلنا غبار النائحات نسفـُّه |
من مَغـْرب ٍ حتى شروق القلزم |
وتنكرت أعلام شعواء الخطا |
هربَ النعام بقاع خوف تحتمي |
الأرض لا تزكو مساوكُ ثغرِها |
حتى تطهرَها ذمارُ العبشمي |
تزهو جذور الشامخات ِ وتاجها |
من مسك غال ٍ من وريــد ٍ مـُكْلَـَم ِ |
فأجابني لا ضيرَ قلتُ مهللا |
بشراك عبلة ُ ، والهوى لن تـُعـْدمي |
وجبَ الوقوفَ على طلول مكارم ٍ |
إذ تستبيك بذي غـَرُوْب ٍ المعجم ِ |
(وتبيت عبلة فوق ظهر قصائد ٍ |
ويبيت عنتر ُ منشدا بترنــم |