|
خذني إليهِ فإنّ الشوقَ قد قَطَعا |
أوصالَ روحي و بِتُّ اليومَ مُنقطِعا |
و مورِدُ البسْطِ قد لاقيتُهُ مدَداً |
و هلْ عليَّ خيارُ الرّفدِ إن نبعاَ |
الشّعرُ خلّي لئنْ باحَتْ مواجِعُهُ |
فذاكَ قلبي من الأثقالِ قد ركعا |
يا سائلين عن الأشواقِ موقعُها |
سلُوا و لكنْ سوى ذا الشوقِ إنْ قرعا |
نارٌ و نارٌ كمثلِ الصّهدِ أو برَدٍ |
منها يجيءُ فيغشى القلبَ إنْ وُجِعا |
خذني إليهِ لعلّ القربَ يحضنُني |
و ينتفي البينُ ويحَ البيْنِ قد فجعا |
خذني إليهِ تراهُ الرّوحُ حاضرةً |
لعلّ قلبي قُبَيلَ العينِ ما وَلِعا |
و لا تسلني بُعيدَ اللّحظِ عن نُزُلي |
أرى الجسومَ سجونَ الرّوحِ و المُنُعا |
و لا تسلني لماذا الوجدُ يجلدني |
قد بتُّ أحسبُ عُمرَ البيْنِ مجتمِعا |
تبكي ضلوعي و هذا الشوقُ محترقٌ |
و هلْ يعيدُ شواظُ الشوقِ ما نُزِعا |
رفقا صديقي ، فبعضُ الرّفقِ مرحمةٌ |
و بعضُ غيبٍ وإن جافاكَ ما وَضَعا |
أوّاهُ روحي من التّحنانِ يلبسني |
و عزّةِ النّفسِ بالتسليمِ إنْ فُرِعا |
ربّاهُ إنّي لما أوليتَ مؤتمرٌ |
و القلبُ باكٍ فبُعدُ الحِبِّ قد خلَعا |
بأيِّ عينٍ أرى الايّامَ بَعدهُمُ |
و هُمْ مثالي و هُمْ أعلاهُ قد لمعا |
و أيُّ شوقٍ يجيبُ القلبَ إنْ عُدموا |
هلْ يعدلُ الشمسَ للظلماءِ ما سطعا ؟ |
يا ذاكرينَ خصالَ الحِِبِّ مفخرةً |
منهُ البعادُ يكافي العدَّ مجتمِعا |
منهُ القلوبُ إذا أشواقها حُبِستْ |
باتتْ بليلٍ فلا تُكفى بما وَسِعا |
أرَقُّ خفقٍ لكمْ قد بتُّ أشعرُهُ |
سكنتمُ الرّوحَ في عليائها قُطُعا |
ملأتمُ الوجدَ بالأمدادِ تنشلُهُ |
منَ العزوفِ و منْ شُرْبِ القذى قَنِعَا |
و شوّهَ الحسنُ حسنَ الغيدِ أمثلهُ |
و ها شرعتمُ ترونَ القربَ مُمتنعا |
لكَ اللّطيفُ أيا قلبي بما غرَفتْ |
لكَ الحوادثُ من كاساتِها جُرَعاَ |
لك الكريمُ ففي أقدارهِ منحٌ |
و العبدُ زاكٍ إذا في القربِ قد طمِعا |
إنّي مضيتُ و هذا القلبُ أرسلُهُ |
أنّى يقيمُ بأمرِ اللهِ قد قنِعا |