تعود إلى غرفتها ..
تتكئ الأوجاع على كتف الأيام ، تتنهد بقوة الآلام ، تشكي همها ، تذري الدمع ، تبتلع غصات الزمان ، تمكث
في قلبها الغض ، تستسلم لأقدارها ، تتخبط في ذاتها ، هناك ما يدفعها للحياة ، و هناك ما يوقفها ، لتسجن نفسها
خلف القضبان ، ملامحها اعتادت على التصاق راحتي كفيها ، كلما مر من جانبها شخص غريب لا يعرفها ،
كلما مر من جانبها إنسان يحمل من الرهق الكثير .. أحبت أن تعيش كأي إنسان في هذه الحياة تحمل قلبا طيبا ،
تحمل مشاعر و أحاسيس ، لديها الكثير لتقدمه للمجتمع ، لتقدمه للوطن .. إلا أن نظراتهم الغريبة ، البالية ،
المستهزئة تخرق قلبها و تملئه أوجاعا .. فتعود أدراجها إلى جدران غرفتها ، إلى العتمة التي كان لها نصيب
من أحزانها .. تعود و تتجه إلى قبلتها رافعه يديها إلى السماء تدعو ربها بأن يشفيها من هذا التشوه ...