|
كالرَّمْلِ مِنْ عُنُقِ النِّهايَةِ يُنْشَرُ |
والرِّيحُ تذْرو وَجْهَهُ وَتُسَعِّرُ |
يَسْتيْقِظُ الوَجَعُ القَديمُ مُباغِتًا |
جَسَدًا عَلَى كَفِّ الدُّجى يَتَبَعثَرُ |
وَظِلالُهُ الدَّكنْاءُ تَرْقُصُ نَشْوَةً |
بَيْنَ الجَوانِحِ والرَّدَى يَتَقَطَّرُ |
أنَّى لِقَلْبيْ أنْْ يُطلَّ عَلَى المَدى |
وَالليْلُ يُوغِلُ في العُروقِ وَيَهْدُرُ ؟ |
وَيجزُّ أعذاقَ الطُّموحِ مُؤَرْجِحًا |
نَفَسِي الذيْ للمُنْتَهى يَتضوَّرُ |
أمْشيْ وأنْتَعِلُ الأسَى وَحِكايَتي |
بِغَيابَةِ الجُبِّ العَميقةِ تُضْمَرُ |
وَالشَّجْوُ يَفْتَحُ ليْ مَصاريعَ الرَّدى |
وَحشاشَتي في عُمْقِ ذاتيَ تُعْصَرُ |
مَلْفوفةٌ بالجُرْحِ مُنْذُ نُشوئها |
والشَّوقُ ممَّا يَعْتَريها أكْبَرُ |
أتوَسَدُ الألمَ الكَبيرَ وَفي فَمِيْ |
سرُّ الشَّتاتِ وَلوْنُه المُتَحَدِّرُ |
وَأفيقُ رائِحَة الغِيابِ إلى دَميْ |
تَسْري وأمْكِنَةُ المُنى تُسْتأجَرُ ! |
مَنْسِيَّةُ الشُّرفاتِ يُنْهِكُها الأَسَى |
وَيطوفُ في ساحاتِها وَيُثرْثِرُ |
وَتَشيخُ ذاكِرَتيِ وأبْقى دونَها |
مَذْبوحةَ الأحْلامِ ..أخْطو .. أعْثَرُ |
وَجَلاً أفتِّشُ والدُّروبُ كَئيبَةٌ |
عَنْ صَوْتيَ المَنْفيِّ حيثُ يُسَفَّرُ |
حَتَّى مَتَى يا ليْلُ تَهْزأ بالجَوى |
وَتشقُّ وَجْهي بالأمانيْ تَكْفُرُ؟ |
أغْفو عَلَى هدبِ الصَّباحِ وَفيْ يَديْ |
وَرَقُ الخُلودِ وَمُبْتغايَ الأخْضَرُ |
كاللائِذِ المَحْمومِ أرْتَقِبُ المُنَى |
علَّ السَّماء بما أتمْتِمُ تُمْطِرُ |
إنَّ الحياةَ رؤىً وَممَّا قَدْ جَنَى |
هذا الدُّجَى فيما مَضَى سَيُكَفِّرُ |