عدالة المنفى
====
يوسف الديك
=====
في المنفي
غرفٌ ضيقّةٌ
ونساءٌ سُوِّينَ على مهلٍ
من أجلِ الغرباءْ .
في المنفى ..
صار الكذبُ على ماضينا شطارة
والحبُّ ..أقلُّ جنوناً ..وحرارة
والوردة ...حتى الوردة في المنفى بلا خدين ..
تنزّ فتوراً ..ومرارة .
في المنفى ..
وجه بلادي أرغفةً يابسة
ذكراها جوعٌ وبكاء
والأيام تمرّ بصمت
كل الطرقات لها ذات الأرصفةِ التافهةِ
على خاصرة المعني ترفع شاخصة واحدة لا معنى فيها
تحمل ذات العنوان ..ونفس الأفعال وجمهرة الأسماء
في المنفى
كتبٌ لا يقرأها أحدٌ
مقتنيات للديكور ..
ودفاتر صارت بالعرف مفكرة لهواتف لا تلزمنا أبداً ..
وخواءٌ لا يفضي إلاّ لخواءْ
في المنفى ..
دمعة حزن واحدة يتناوبها كل الغرباء .
القطةُ .. والهنديّ الأعمى .. والشاعرُ
يرتادون المقهى .. ذاته ..
والمطعم ذاته ..
ثم ينامون جميعاً دون غطاءْ ..!!
تلك عدالة كلّ منافي الأرض ..
فجميعُ المنفيين بهذي الأرضِ سواءْ .!
==========
26/2/2007