الوردة السوداء
بطلتك كغيرها من البطلات التي اصبحن مادة سائغة للكتابة..لكثرتهن..ولكثرت ما يصيبهن من ويلات الوجود التعس هذا.. غدت جرح بملامح انسان..جرح اصابت به جراء همسة قدرية في البدء..حين سمح لنطفتها ان تتكور بهذا الشكل..ومن ثم بلدغة دنيوية حين سمحت بان يقيد او يأوي هذا الجمال داخل قضبان بشرية، وباخرى لسعة ذاتية حين غلبها في ذاتها انها قادرة بما تملكه من خلق وجود يليق بخالقها.
وليست المرآة هذه الا انعكاس عفوي في البدء لذاتها..التي رغبت في خلق وجودها حسب معطيات آنية..مدفونة في اعماقها.. علها كانت الرغبة، او الخوف ، او حتى البقاء، ومن ثم انعكاس عقلي بحت لواقعها الذي بات يحاصر كيانها المنهمك جراء تعاسة قادتها اليها كونها لم تعي معنى خلقها، ومعنى ان يسجن المخلوق خلف قضبان بشرية، البشر لحد الان لم يعي ماهية حريته، لم يعي كونه ولد بها ومنها وليس ولد من اجل الحصول عليها.
بطلتك..اتخذت السواد رمزا لتبرهن على سوداوية خلقها..والسوداوية قد تكون في نظر الاغلب محنة، كما ظهر ذلك جليا في عيون وخوف بطلتك..لكن السوداوية حياة لمن يعي ضرورة وجودها في عالم يلبس قناعين، احدهما في النهار والاخر في الليل.
السواد جاء هنا في قصتك لامحا الى وجود تعاسة مزمنة، وليس هناك تعاسة اتعس من تلك التي تاتي من الجمال، ذلك الجمال الذي قلما نجد من يعيه ومن يقدره حق قدره،وبطلتك التي دخلت في ذاتها منذ البدء صراع الجمال فارادت وخلقت غدت في النهاية اسيرة الجمال، الجمال عندما لايدرك ماهيته ولايقدر قيمته بعقلية مدركة يغرس اللاحياة في الاخر الذي يعشه فيتغير الجمال الى محنة شكية مذيبة لكل اواصر الحب والبقاء،فيصبح وبالا على صاحبه او صاحبته، هكذا غدت بطلتك، وهكذا مات فيها كل شيء يمكن ان يعيدها الى جذور القصة، جذور ما خلقته هي برغباتها ورؤيتها وطموحها الذاتي،بل وكأنها تلعن في ذاتها الجمال بعينه،وها هي اصبحت رهين السواد الذي تخافه،وتخشاه، لا لكونه يزيد جمالها فقط انما لكونه اصبح رفيق دربها، والرفيق الذي لانعي قيمته فينا لايكون فينا الا اشواك جارحة.
الوردة السوداء...
عذرا...عذرا...
لكن بلغي بطلتك..ان تنظر للسواد بعين ثاقبة..وعقل مدرك..ستجده صورة الخلق منذ الخليقة الاولى..وما سيبقى عليه الى نهاية الخليقة..!
تقديري ومحبتي
جوتيار