أحدث المشاركات
صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 56

الموضوع: قلم كحل أسود

  1. #21
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.67

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مأمون المغازي مشاهدة المشاركة
    قلم كحل أسود
    للأديبة : الوردة السوداء
    بين الحقيقة والوهم
    بداية لابد أن أشيد بالقراءتين البارعتين لأستاذي الدكتور : سلطان الحريري ، والأستاذ القاص : محمد سامي البوهي .
    قرأت هذه القصة وكأني أشاهد هذا المشهد رأي العين وأسمع الحوار في لحظة انفصال عن الواقع وهذه أول مهارة استغلتها القاصة .
    الدخول والإدخال :
    في هذه القصة هجوم مباشر على الحدث، ولكنه هجوم متيقن ، كانت القاصة موفقة فيه إلى حد كبير ، وقد بدأ ذلك من العنوان ( قلم كحل أسود ) ولا يمكن أن أتناول العنوان دون الغلق في هذه القصة بالتحديد حيث القلم ، اللون الأسود ، حيث كانت العلاقة الممتدة بين العنوان والغلق ليكونا معًا الإناء الذي احتوى جزئيات القصة .
    القاصة في هذا العمل تتناول حالة واقعية ، سواء كانت قد عايشتها ، أو استحضرتها من واقع الحياة ، أو ربما هي قصة سيدة في محيطها ، أو زوج ذهبت الغيرة بلبه في محيطها هو الآخر .
    ومن الملاحظ أن القاصة دخلت بنفس العنوان إلى المشهد الأول ليتحول العنوان إلى قصة وليس إشارة أو رمزًا :
    وقفتْ أمام المرآة تكتحلْ بهدوء على ضوء أشعةٍ تتلصصْ من ثقوب النافذة ...طرقات على الباب يعقبها دخول أختها الشابة..التى تمد يدها عفويا تضيء المصباح... ينتشر الضوء ...ترى وجههاً فى المرآة..تتعجبْ..أهذا وجهها؟ كأنما نامت فى الكهف واستحالت غريبة.. وأصبح وجهها .. وجهاً قديماً تعششْ فى جانبيه الغبار..تقف أختها بجانبها تتاملها .
    نلاحظ أن الشخصية المحورية في القصة ـ على الرغم من يقينها بجمالها ـ تكتفي بأشعة الشمس المتسللة عبر النافذة ، وهنا استوعبت القاصة الحدث كاملاً وكان من الممكن أن يفلت منها خيط القص ، إلا أنها تداركت ذلك حين استخدمت الحوار فأعاد هذا الحوار الدفة إلى يد القاصة ، إلا أنه تسبب في بعض الترهل ، حيث أتفق مع الأستاذ محمد البوهي وأستاذنا الكبير : سلطان الحريري في أن الحوار كان يحتاج التكثيف فقد طال ، وجاءت عباراته بشكل مسرحي كان يلزمه تشذيب لزوائده ، إلا أنه على الرغم من ذلك خدم العمل ، وخدم التنقل من حالة لحالة ، خصوصًا أن القاصة استعملته ممزوجًا بالسرد .
    تنظرْ في المرآة... الجمال في وجهها ينتحرْ على سطح حزنٍ داكن مثل فراء الليل... يتفجرْ من نبع آخر في كهوف ضلوعها طيور وحشية... تفقسْ في ثنايا وجهها أفراخاً سوداء... تغرسُ مناقيرها في قلبها.... تثقبُه... فتفورُ نوافير الدم الأسود.. . يأتي صوت أختها من بعيد فتطيرُ الأفراخ :
    هل تعلمين ؟ أنت أكبر منى بسبع سنوات , ولكن من يراك معي يعتقد أنك أصغر منى, أنت لا تكبرين يا أختاه!

    هنا مفترق الطرق .
    هنا نتبين تمامًا أن الشخصية المحورية تعيش أزمة نفسية ، وهنا أجادت القاصة في استعمال الحوار بين الشخصية المحورية واختها ، حيث لم يطل الحوار ، وإنما جاء كومضة كاشفة كانت القاصة موفقة فيها ، ولو أنها تخلت عن إغراء اللغة لها في وصف الحالة الشعورية لبلغت حد التفوق ، لكن هذا المشهد بارع ، أجادت فيه القاصة استعمال مهاراتها . وقد تبين ذلك من كونها لم تنس دور المرآة وهي الرابط بين الواقع والتاريخ ، كما نلمح من خلال المشهد حنو الأخت الصغرى على الأخت الكبرى والتي أرهقها جمالها ، لنتبين حالة إنسانية في غاية الروعة .
    تضع خاتما فى إصبعها.. كل شىء يصيرْ الى غيره..انها دورة الأيام.. تبدأ رحلتها قادوساً فى ساقية الزمن... ولهذا تهطلُ فى غابة نفسها أمطار الحزن ,يعودْ صوت الأخت فيتوقف المطر:
    لك عينان هما أجمل ما فى وجهك , فرعونيتان رائعتان ليت لى مثلهما!
    تأخذْ قلم الكحل وتكتحلْ... العيون زجاجية...تكتحلْ بدمع العمر المسروق.. ويتشحْ ضباب المآقى بندفٍ من عسل... يغرقْ فى ليل أسود .. يعودُ صوت الأخت من جديد ,فتعودُ المرآة الضائعة من جديد:
    هل تعلمين ؟ أحيانا أشعرُ بالشفقة على زوجك السابق !
    ترد فى لا مبالاة وهى تكتحل :صحيح! ولماذا؟
    :جمالك أفقده صوابه.

    هنا بداية الانفجار المكتوم :
    القاصة هنا تستجمع الخيوط وتستجمع الأدوات وتحاول تكثيف المشهد لتستعد للخروج ، إنه خروج الشخصية المحورية وخروج القاصة من حالة القص ، وهنا استحضار رائع للماضي والحاضر ، وكان الدخول إلى المشهد موفقًا من خلال الخاتم ، هذا الخاتم الذي يوحي بالامتلاك ، تمام الزينة ، الاستعداد إلى إنهاء التجمل ، الخروج من أسر المرآة ، ليأتي صوت الأخت بالذكرى ، بالألم ، بالوجع ، بالفقد .
    أحيي القاصة على هذا المشهد حيث تمكنت بالفعل من أدواتها وسيطرت على القصة وحجمت تدخلها كقاصة ، كما أحييها على استخدامها لهذا التعبير ، الذي أعجب الشاعر : شاهين أبو الفتوح ( تبدأ رحلتها قادوساً فى ساقية الزمن ) كما أعجبني أيضًا ، وهنا إيحاء بالارتباط بالبيئة .
    يجمدُ القلم فى يدها... المرآة تتحول الى دوائر ماء يتوسطها وجهها... وصوته يأتى صارخاً فتهتزُ الدوائر فى عنف:
    أيتها الجميلة كم رجلا تعشقين؟
    هل تقنعُ أسطورة الجمال برجل واحد؟
    تمتدُ يداه من وسط الدوائر.. تسحبُ عنقها.. وهو يصرخُ فى هياج:
    كم أكره جمالك!
    كم عدد عشاقك يا فاتنة؟
    أخبرينى يا أسطورة الجمال كم عددهم؟
    ويتسلل صوتها ضعيفا مختنقا: اتركنى أنت مجنون.. مجنون!.
    ويضيع الصوت.. ويترسب صمتها فى القاع... تغمرها طحالب ميتة.. تفكر.. تحفرُ صوتا فى الماء.. وتنسى.. ويندلقُ الهذيان .. تصطف الهوامش أمام غبار المرآة وتطالبها بالمشهد ذاته... تكنسها ... تنفض رأسها فى عنف.. وتضع قلم الكحل:

    هنا التقاء الحقيقة بالهذيان :
    هنا قصة تامة العناصر ، ولكنها مترتبة على ما سبق مرتبطة به ، هنا تلعب الكاتبة على الوتر النفسي ، والضغط العصبي ، لتنطلق حالات الاسترجاع ، تهجم على الحاضر ، حالة القيد الذي تعيشه الشخصية المحورية ، ومرة أخرى الألم ، الوجع ، الفقد ، وعلى الرغم من أن القاصة سبق ولعبت على هذا الوتر ، إلا أنها هنا قامت بتنميته بطريقة مكثفة جميلة تعوض الانفلاتات السابقة لتلعب كل العناصر دورها :
    الصوت
    اللون
    الضوء
    الحركة
    في مزج مع :
    الحاضر
    الماضي
    المعاناة
    حالة التذكر ، أو ما يمكن أن أسميه بالبعث ، وهنا تبرز شخصية الأخت أكثر .
    هنا تلعب القاصة ببراعة بالتشكيل والتخييل لتدخل بنا إلى حالة درامية خيالية ، وظفت فيها الخيال لخدمة الواقع ، فقد تمكنت من نقل الواقع ( المسرح الزمني والمكاني ) من حالته الواقعية إلى حالة خيالية لتجد إمكانات أكثر تحرر حيث تلعب المرآة دورها الذي أطالت القاصة في التمهيد له ، فلم تعد المرآة مرآة ، وإنما هي الذكريات التي تحولت إلى حقائق واقعة في لحظة القص لتجتمع الآلام .
    هيا لقد تأخرتْ .
    تتناول حقيبة العمل والنظارة السوداء..وتمد يدها لتقفل ضوء الغرفة .. فتجد أنها نسيتْ أصابعها على قلم الكحل الأسود.

    التخلص :
    هذا غلق جيد حيث النقلة من حالة المرآة والانعكاسات إلى الحقيقة والواقع ، وهنا أداء رائع ، سواء جاء بقصد أو غير قصد ( وتمد يدها لتقفل ضوء الغرفة ) لقد لبست النظارة السوداء لتخفي عينيها ، تخفي آلامها ، وتمد يدها لتطفئ ضوء الغرفة ، لاحظ أن التي أشعلته كانت الأخت ، التي قامت بالتذكير ونبش الجرح ، وهنا الشخصية المحورية هي التي تقوم بالتخلص فهي التي تظلم المكان ، تطفئ ذكرياتها ، تواري جمالها ، هذا الجمال الذي أوقعها فيما هي فيه .
    وتغلق الكاتبة نهائيًا ( نسيت أصابعها على قلم الكحل الأسود ) لتفتح القصة من جديد .
    في هذه القصة :
    تناولت القاصة قضية اجتماعية نفسية ، إنها المرأة فاتنة الجمال في مجتمع لا يتعامل مع المرأة إلا على أنها مثار الشهوة ومحلها ، ليكون الزوج هو الضحية ، ولكن ، هل هو المسؤول الوحيد عما آل إليه حاله من فقد العقل ؟!
    لا أعتقد ؛ فقد يبلغ الحال بالمرأة الجميلة إلى تجاوز مراحل الدل ( الدلع ) بجمالها على الزوج إلى الإثارة ، إلى التشكيك ، لتشارك المجتمع الجائع في الضغط على الزوج ليتحول الشك إلى يقين في مخيلته ، فكم من امرأة تشعر زوجها أنه غير قاد عن إشباع حاجتها للشعور بجمالها ، فيقع فريسة لفكرة أن أكثر من عاشق يعيش في قلب حبيبته وذاكرتها ، يمدح جمالها وينهل ، منه ، وهنا ألمح أن القاصة لم تبرئ شخصيتها الرئيسة ، وإنما تضعها في دائرة الاتهام .
    القاصة : الوردة السوداء
    لقد أثرت بقصتك هذه العديد من الحالات النفسية والاجتماعية التي تناولها العديد من الباحثين بالداسة ، والتي لا ينتهي القول فيها .
    بقي أن أقول: إن كل ما ورد في هذه القراءة رأي لا يقلل أبدًا من براعتكِ وإبداعكِ .
    مودتي وتقديري
    مأمون


    "الجميلة بين الحقيقة والتجنى"

    فى محاولة منى للغوص فى أعماق الجميلة وتوضيح وضعها فى المجتمع الشرقى أقول:
    هناك شرائح متعددة للجميلة:
    **هناك الجميلة التي لا تدرك أنها جميلة ولكن لظروف اقتصادية وحياتية وذاتية لا تهتم أبدًا وتهمل هذا الجانب فيها
    ** وهناك الجميلة التي تدرك كونها جميلة ولكن لنفس الظروف تجد نفسها غير قادرة على إبداء أي متنفس لهذا الجمال
    ..كلا الحالتين المجتمع لا يولياهما أي اهتمام ويصنفهم ضمن الشريحة العادية في الجمال.
    **هناك الجميلة التي تدرك كونها جميلة لكنها قبيحة من الداخل ..وهى تترجم هذا الجمال بطريقة مرضية فتتحايل لتصل إلى أهداف دنيئة سواء على المستوى الشخصي أو العام..وبغض النظر عن كونها تفشل أو تنجح فهذا شيء لا يؤرقها أبداً ولا يحزنها..فهي لا تلتفت أبداً إلى الوراء لترثى حطام رجل ..إنما تنظر دائما إلى الأمام والى مرآتها بشكل خاص تدمن النظر إلى وجهها فتزداد نرجسية ..والمجتمع في هذه الحالة ينقسم إلى شرائح كل شريحة تنظر إليها من منظورها الخاص.
    **هناك الجميلة التي تصنف تحت فئة " نوع خاص جدا" .. فهي جميلة على كافة الأصعدة..وجهها يجذبك..أناقتها تبهرك..ذكاؤها يحيرك..ردها يذهلك ..حزنها يحزنك..ابتسامتها تفرحك..أنت بلا وعى تتفاعل معها..و رغما عنك تجدها تستبيح تفكيرك لأن غموضها وتفردها يترسبان في عقلك الباطن سواء كنت قريباً منها أو بعيدا عنها ..وهذه الجميلة قد تجد الآخر الذي يقدر فيها كل هذا فيرفعها إلى عرش السعادة الأبدية .. أو يوقعها حظها مع آخر يفقد تواصله معها فيجرها إلى حضيض التعاسة ..والمجتمع ينقسم إلى شرائح أيضاً كل شريحة تنظر إليها من منظورها الخاص ..في كل الحالات هي تعانى تعاسة مزمنة..فهي محط الأنظار رغماً عنها ..فالكل يرسم لها صورا تبعاً لخياله ..وهناك من يدعى ويختلق قصصاً لا أساس لهل إلا في خياله فقط لكي يبنى مجده و شهرته على أنقاض جمالها ..فهذه الصور دائماً تتأرجح بين الحقيقة و التجني لتجد نفسها في النهاية حبيسة بوتقة وجودها..
    الأديب الأستاذ مأمون المغازى
    أشرت أستاذي العزيز أنى لم أبرىء بطلة القصة..وأنا أقول إنما هي حبكة درامية لتوسيع تخيل كل متلقي ..فكل يتصورها على هواه.. أرجو أن أكون وضعت توضيحاً متواضعاً لماهية الجميلة في مجتمعنا الشرقي..
    لا يمكن أن أصف بأي حرف سعادتي بتحليلكم قصتي المتواضعة..في النهاية أنا أقبل أي نقد أو تحليل بكل سعة صدر.. لأنني من كل كلمة توجه إلى أستفيد وأتعلم..

    أعطرتني بأجمل شذي قلب الواحة


    الوردة السوداء
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

  2. #22
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.47

    افتراضي

    الوردة السوداء ..

    تحية بعبق الفل الأبيض ..

    أرى أن نصك لروعته قد استحوذ على أجمل القراءات النقدية من أساتذة كبار ..
    أرى أنك تلتقطي الصورة من العمق ، لذا جاء الوصف كما رأوه مبالغا فيه ، مما أثر على الأسلوب السردي لتكثيف الحدث ، وهذا الأمر أتى لأنك سكنت عمق الألم لتعبري عن شخصيتك ، فقد ركزت على مشاعرها ، وسر معاناتها ، والذي هو الهدف الأساسي لقصتك ، حيث لا يكون الجمال سر سعادة دائما ، بل أحيانا يكون سببا للتعاسة والألم ..
    صورك متقنة ، وسردك أتى بتنقلات هادئة ، وتصوير عميق للشعور ، ورمزك الذي أتقنت استخدامه للتعبير عن الحالة كان به ذكاء كبير ..

    تقبلي مروري وقراءتي البسيطه .

    لك التحية .
    مودتي .
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  3. #23
    الصورة الرمزية مينا عبد الله قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    الدولة : حيث تكون روحي
    العمر : 42
    المشاركات : 2,091
    المواضيع : 110
    الردود : 2091
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    الوردة السوداء ...
    اول مرة اتعلق بالون الاسود وأتابعه .... وتغلغل قلبي حزنها الاسود
    وقلم الكحل الاسود لازال بين يدي ..

    من الخطأ بحقها .. قراءتها مرة واحدة

    دمتِ بكل الخير

    ميـــــــــنا
    أنفاسي خطواتي نحو الممات .. و ربما تبقى لي ذكريات .. هكذا علمتني الحياة

  4. #24
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.67

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروة عبدالله مشاهدة المشاركة
    الحب فى قلوبنا كالزهرة فى البستان تحتاج لمن يرعاها
    وان رويناها بدموع الذل والمرارة
    لن تترعرع فى دواخلنا إلا وريقات من القسوة والجمود
    والقلب الصادق كالبللورتكشف له الايام ما تخفيه اقنعة البشر
    فقط لانه يستحق ان يقترن بالماس
    وذاك هو قلبك عزيزتى..
    دمتى بقلب من ماس لا يجدر به إلا كل نفيس
    ودامت بصمتك فى قلوبنا عزفاً منفرداً على أوتار الحب الطاهر
    صاحبة القلب النورانى
    مادامت هناك قلوب نقيه
    لم تلوثها قسوة الزمن
    ولم تتسرب القسوه إليها
    سيكون هناك دائما حب صادق
    ولكن...
    سيظل أيضا الشك فى وجود
    هذا الحب قائما
    أعجبتنى قصتك
    وتشبهاتك
    أعجبنى الحوار القائم
    بين صاحبة العيون الفرعونية وبين أختها
    تقبلى مرورى فى متصفحك
    دمتى دائما أخت عزيزة على قلبى
    أختك
    مرمر
    دوختني ردودك الجميلة اللاهثة المحمومة يا أختاه ، صدقت , لكن فى وصف الحب ومعطياته ودواخله, أنا دائما صغيرة.
    أعطرتنى بأجمل شذى


    د. نجلاء طمان
    الوردة

  5. #25
    الصورة الرمزية محمد إبراهيم الحريري شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 6,296
    المواضيع : 181
    الردود : 6296
    المعدل اليومي : 0.94

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. نجلاء طمان مشاهدة المشاركة
    قلم كحل أسود

    وقفتْ أمام المرآة تكتحلْ بهدوء على ضوء أشعةٍ تتلصصْ من ثقوب النافذة ...طرقات على الباب يعقبها دخول أختها الشابة..التى تمد يدها عفويا تضيء المصباح... ينتشر الضوء ...ترى وجههاً فى المرآة..تتعجبْ..أهذا وجهها؟ كأنما نامت فى الكهف واستحالت غريبة.. وأصبح وجهها .. وجهاً قديماً تعششْ فى جانبيه الغبار..تقف أختها بجانبها تتاملها فى انبهار ثم تقول:
    يالكِ من باهرة الحسن.
    تجيب فى سخرية : حقاً!
    نعم أنت تعرفين.
    تبتسم فى مرارة..بدون أن تتكلم.
    تعقب أختها وهى تدرى سر مرارتها:
    أدرتِ رؤوس الرجال!
    في إيجاز تجيب :
    آه! نعم .الرجال يحبون الجمال.
    تنظرْ في المرآة... الجمال في وجهها ينتحرْ على سطح حزنٍ داكن مثل فراء الليل... يتفجرْ من نبع آخر في كهوف ضلوعها طيور وحشية... تفقسْ في ثنايا وجهها أفراخاً سوداء... تغرسُ مناقيرها في قلبها.... تثقبُه... فتفورُ نوافير الدم الأسود.. . يأتي صوت أختها من بعيد فتطيرُ الأفراخ :
    هل تعلمين ؟ أنت أكبر منى بسبع سنوات , ولكن من يراك معي يعتقد أنك أصغر منى, أنت لا تكبرين يا أختاه!
    تضع خاتما فى إصبعها.. كل شىء يصيرْ الى غيره..انها دورة الأيام.. تبدأ رحلتها قادوساً فى ساقية الزمن... ولهذا تهطلُ فى غابة نفسها أمطار الحزن ,يعودْ صوت الأخت فيتوقف المطر:
    لك عينان هما أجمل ما فى وجهك , فرعونيتان رائعتان ليت لى مثلهما!
    تأخذْ قلم الكحل وتكتحلْ... العيون زجاجية...تكتحلْ بدمع العمر المسروق.. ويتشحْ ضباب المآقى بندفٍ من عسل... يغرقْ فى ليل أسود .. يعودُ صوت الأخت من جديد ,فتعودُ المرآة الضائعة من جديد:
    هل تعلمين ؟ أحيانا أشعرُ بالشفقة على زوجك السابق !
    ترد فى لا مبالاة وهى تكتحل :صحيح! ولماذا؟
    :جمالك أفقده صوابه.
    يجمدُ القلم فى يدها... المرآة تتحول الى دوائر ماء يتوسطها وجهها... وصوته يأتى صارخاً فتهتزُ الدوائر فى عنف:
    أيتها الجميلة كم رجلا تعشقين؟
    هل تقنعُ أسطورة الجمال برجل واحد؟
    تمتدُ يداه من وسط الدوائر.. تسحبُ عنقها.. وهو يصرخُ فى هياج:
    كم أكره جمالك!
    كم عدد عشاقك يا فاتنة؟
    أخبرينى يا أسطورة الجمال كم عددهم؟
    ويتسلل صوتها ضعيفا مختنقا: اتركنى أنت مجنون.. مجنون!.
    ويضيع الصوت.. ويترسب صمتها فى القاع... تغمرها طحالب ميتة.. تفكر.. تحفرُ صوتا فى الماء.. وتنسى.. ويندلقُ الهذيان .. تصطف الهوامش أمام غبار المرآة وتطالبها بالمشهد ذاته... تكنسها ... تنفض رأسها فى عنف.. وتضع قلم الكحل:
    هيا لقد تأخرتْ .
    تتناول حقيبة العمل والنظارة السوداء..وتمد يدها لتقفل ضوء الغرفة .. فتجد أنها نسيتْ أصابعها على قلم الكحل الأسود.

    بقلم: الوردة السوداء
    تحية أيتها السامقة حرفا ، المنتصبة على شرفة البيان بلاغة ، وقامة يراع .
    مرور ، وتبعه آخر ، وترو بين الآخر وسابقه ، وتتبع كل معنى يحملنا إلى حيث مضارب القصد ، وفتح ملفات البيان واستجرار الفكرة من بين رحيات البلاغة ، أحملها أحيانا صواع ثقل نفلا ، وأحايين أخرى أشفق على قلمي من التيه بين قصد مغمور بزلال السجية معنى , وغاية تشف منها روائح جمالية البيان ، فلا عنها يرحل إلى حيث الجنان يتولى أمرا ، ولا يترك مضرب المشاعر إلى فسحة تتضح من خلف حجب الفكرة عن الظهور ، ويظل حائرا بين ذاك وهذا ، ولكن مع اتساع رقعة الخيال أمام إصرار البحث ما بين سطور الألوان ، وضربات ريشة التشاؤم ظاهريا يسير ركب الحضور والأمل يحدوه بالوصول إلى غاية منشودة بالإبداع من قلم الكحل .
    ومن هنا أمر ثانية ، وعلى كاهل تقصي الإبداع أضع حمولة أمل ، وأسير نحو ظن راودني أن إشكالية الألوان تنضح من أنهارها أديبتنا ما يملي به الواقع ، وما به إلا جمالية وسعة رؤية ورؤى نابضة بمحال تبدل اللون الفطري لأنه اكتسب الحسن من ذاته ، ويبقى لون الكحل لغاية صنعه لا حرج به إلا لمثال يضرب حسنا تفاؤلا ، أو نقيض ذلك ممن لا يستطيعون رؤية الجمال من السواد .
    وما لون السواد بمن أرداوا مثال الشك إلا محض لون .
    كضلع الحب غايته انعطاف=وإن عوجا بدا من غير هون
    فضلع الإنسان أعوج ظاهريا مستقيم العمل بذاته ، وللتوضيح لو كان الضلع مستقيما لخرج عن غاية عمله وأصبح أعوج الفائدة ، وما هذا بغريب مثلا عن لون السواد في قلم الكحل .
    أرى قلمي قد شط بعيدا وراء خيال ، ولكن يظل بين مداد عمله ، وأثر فعله كقلم الكحل .
    تحية أختي الدكتورة
    والعذر عن كلم ربما يؤخذ على غير محمل قصده .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #26
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.67

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروة عبدالله مشاهدة المشاركة
    الحب فى قلوبنا كالزهرة فى البستان تحتاج لمن يرعاها
    وان رويناها بدموع الذل والمرارة
    لن تترعرع فى دواخلنا إلا وريقات من القسوة والجمود
    والقلب الصادق كالبللورتكشف له الايام ما تخفيه اقنعة البشر
    فقط لانه يستحق ان يقترن بالماس
    وذاك هو قلبك عزيزتى..
    دمتى بقلب من ماس لا يجدر به إلا كل نفيس
    ودامت بصمتك فى قلوبنا عزفاً منفرداً على أوتار الحب الطاهر
    صاحبة القلب النورانى
    مادامت هناك قلوب نقيه
    لم تلوثها قسوة الزمن
    ولم تتسرب القسوه إليها
    سيكون هناك دائما حب صادق
    ولكن...
    سيظل أيضا الشك فى وجود
    هذا الحب قائما
    أعجبتنى قصتك
    وتشبهاتك
    أعجبنى الحوار القائم
    بين صاحبة العيون الفرعونية وبين أختها
    تقبلى مرورى فى متصفحك
    دمتى دائما أخت عزيزة على قلبى
    أختك
    مرمر
    أيتها المرمرية
    تُداهم ملامح روحي الرهبة حين قراءة كلماتٍ كهذه!!!
    رعشة جمال من إحساسك المرهف

    أعطرتنى بأجمل شذى مرمر الواحة

    د. نجلاء طمان

    الوردة

  7. #27
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.67

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
    الوردة السوداء
    بطلتك كغيرها من البطلات التي اصبحن مادة سائغة للكتابة..لكثرتهن..ولكثرت ما يصيبهن من ويلات الوجود التعس هذا.. غدت جرح بملامح انسان..جرح اصابت به جراء همسة قدرية في البدء..حين سمح لنطفتها ان تتكور بهذا الشكل..ومن ثم بلدغة دنيوية حين سمحت بان يقيد او يأوي هذا الجمال داخل قضبان بشرية، وباخرى لسعة ذاتية حين غلبها في ذاتها انها قادرة بما تملكه من خلق وجود يليق بخالقها.
    وليست المرآة هذه الا انعكاس عفوي في البدء لذاتها..التي رغبت في خلق وجودها حسب معطيات آنية..مدفونة في اعماقها.. علها كانت الرغبة، او الخوف ، او حتى البقاء، ومن ثم انعكاس عقلي بحت لواقعها الذي بات يحاصر كيانها المنهمك جراء تعاسة قادتها اليها كونها لم تعي معنى خلقها، ومعنى ان يسجن المخلوق خلف قضبان بشرية، البشر لحد الان لم يعي ماهية حريته، لم يعي كونه ولد بها ومنها وليس ولد من اجل الحصول عليها.
    بطلتك..اتخذت السواد رمزا لتبرهن على سوداوية خلقها..والسوداوية قد تكون في نظر الاغلب محنة، كما ظهر ذلك جليا في عيون وخوف بطلتك..لكن السوداوية حياة لمن يعي ضرورة وجودها في عالم يلبس قناعين، احدهما في النهار والاخر في الليل.
    السواد جاء هنا في قصتك لامحا الى وجود تعاسة مزمنة، وليس هناك تعاسة اتعس من تلك التي تاتي من الجمال، ذلك الجمال الذي قلما نجد من يعيه ومن يقدره حق قدره،وبطلتك التي دخلت في ذاتها منذ البدء صراع الجمال فارادت وخلقت غدت في النهاية اسيرة الجمال، الجمال عندما لايدرك ماهيته ولايقدر قيمته بعقلية مدركة يغرس اللاحياة في الاخر الذي يعشه فيتغير الجمال الى محنة شكية مذيبة لكل اواصر الحب والبقاء،فيصبح وبالا على صاحبه او صاحبته، هكذا غدت بطلتك، وهكذا مات فيها كل شيء يمكن ان يعيدها الى جذور القصة، جذور ما خلقته هي برغباتها ورؤيتها وطموحها الذاتي،بل وكأنها تلعن في ذاتها الجمال بعينه،وها هي اصبحت رهين السواد الذي تخافه،وتخشاه، لا لكونه يزيد جمالها فقط انما لكونه اصبح رفيق دربها، والرفيق الذي لانعي قيمته فينا لايكون فينا الا اشواك جارحة.
    الوردة السوداء...
    عذرا...عذرا...
    لكن بلغي بطلتك..ان تنظر للسواد بعين ثاقبة..وعقل مدرك..ستجده صورة الخلق منذ الخليقة الاولى..وما سيبقى عليه الى نهاية الخليقة..!
    تقديري ومحبتي
    جوتيار


    "غدت جرح بملامح انسان"

    نعم

    كتبت خاطرة يوما

    أهديها لفلسفتك


    "وجه بلا ملامح"

    سرقت غربتي ملامحي

    فاتشحت سواد وجعي

    علني أخبىء فيه

    وجه بلا ملامح.




    تحية وشذى لمرورك الثانى

    وتصلها رسالتك بأمان


    د. نجلاء طمان

    الوردة

  8. #28
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.67

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسنية تدركيت مشاهدة المشاركة
    اسجل اعجابي بعملك الادبي الجميل هذا
    الأديبة الرائعة: حسنية تدركيت

    وأنا أسجل شرفى وسعادتى

    بإعجابك هذا


    تحية وشذى لمرورك العطر


    د. نجلاء طمان

    الوردة

  9. #29
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.82

    افتراضي

    هذا زمان لاينفع الصادقون صدقهم ... على الاقل عند انفسهم

    السنا نراهم تائهون


    ونحن وان ةكنا نظن انا ادمنا الولاء للنقاء .... متعبون

    قلم الكحل اراد تفكيك واقع مااقول .... والفلاح رافق سطورك ايتها الاديبة النجيبة


    تقبلي بالغ تقديري
    الإنسان : موقف

  10. #30
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.67

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء عيسى مشاهدة المشاركة

    الوردة السمراء
    تحية لكم الشجن بنصك
    الذى جزبنى منذ الوهلة الأولى
    بدءاً بالعنوان
    والوسط والنهاية
    إستطعتى بقلمك
    خلق حالة جميلة بين الفتاة وأختها
    والحالة الأجمل " الرجل فى حياة المرأة "
    قصتك بها حركة جميلة
    نصك بالفعل متحرك
    انشددنا إليه
    إنها الروعة أيتها الوردة السمراء
    تحياتى

    الأستاذ الأديب: علاء عيسى

    انه شذى مرورك العبق

    فاح ها هنا على الكلمات

    يسعدنى ويشرفنى

    اعجابك بقصتى المتواضعة


    تحية وشذى من الوردة

    د. نجلاء طمان

صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. حلْمٌ على كحْلْ
    بواسطة حسين إبراهيم الشافعي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 08-03-2024, 09:49 PM
  2. قراءة فى قصة قلم كحل للأديبة نجلاء طمان
    بواسطة هشام النجار في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 19-03-2015, 08:41 AM
  3. كُحْلُ الْعِنَبْ
    بواسطة صقر أبوعيدة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 12-01-2011, 02:32 PM
  4. رحاب ضاهر في "أسود فاجر" : المكان في هذا العصر ضيق، لا يتسع للحب
    بواسطة مهند صلاحات في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 29-12-2005, 05:11 AM
  5. تاريخ أسود( مجزرة حماة )
    بواسطة ابن فلسطين في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 25-09-2003, 04:15 PM