سلام اللـه عليك ورحمتـه وبركاتـه
تحيـة تحرسها الشّمس
أديبنـا أحمد،
وكأنّه قد قُدِّرَ على العاشقينَ بعثُ رسائلهمْ عبرَ بريد الوجع غالباً، وعيونُ الفرح نائمـة !
لا ريبَ أنّ حرفَكَ كما كنتُ أراهُ دائماً ومازلتُ، يشبـهُ همسةَ الوردة، إطراقةَ القمر وهو يخفي أحزانـه حتّى من الليل الذي يحرسُ أنفاسَـه !
مازلتُ كما الأحبّـة، نتوقُ لقطْر حرفكَ دائماً، فبِـه ومعـهُ نعيشُ الزمنَ الجميل، نتنفّسُ الوفـاء، بلْ ونُقبِلُ على مراياهُ التي لا يكسّرها الزمنُ المرّ وإنْ أجهشَ بالمرارة، فلا تحبِـسْ حرفَكَ عنْ زيارةِ أطلال أرواحنـا، حتّى وإن لم تقرأها مُلهمتُـك، معَ أنّي واثقة أن روحَها قد قرأتْها، فإنْ كانت غائبةً مكاناً عنكَ، فهي كما أحسسنا ثاويةٌ بنبض فؤادك، كما قال الشاعر :
أغائبةَ الشخــص عن ناظــري
وحاضرة في صميــم الفــؤاد
عليــكِ ســلامٌ بقــدرِ الشجـو
ن، ودمع الشؤون، وقدر السهاد
أمّا عن محاولتكَ نسيانها، فلن تُفلِح مهما تنقّلتَ بينَ دروبِ العقـل والأسئلة العصيّة، لأنّ عينَ قلبكَ لن تقطفَ لها إلاّ الجميلَ والأجمل، فهذه هي عينُ المُحبّ دائماً ! وهذا هو قانونُ الحبّ الذي فشلَ في فكّ رموزهِ وتفسيرها كلُّ العاشقين على حدّ سواء !
كن بخيرٍ دائماً، ولا تحرمنا فيضَ حرفـك ..
أسعدكَ ربّي وردّ إليكَ الغائبيـن
خالص تقديري واعتزازي
وألف طاقة من الورد والندى