|
أَفْديكَ يا وَلَدي بِقَلْبٍ يَخْفِقُ |
وَالخَفْقُ يَقْرَعُ مُهْجَتي وَيُمَزّقُ |
قَدْ كُنْتَ طِفْلا لا أُطيقُ فِراقَهُ |
أَخْشى عَلَيْهِ مِنَ النّسيمِ وَأُشْفِقُ |
فَإِذا غَفا لَمْ يَغْفُ قَلْبٌ خافِقٌ |
وَإِذا صَحا لَمْ تَغْفُ عَيْنٌ تَرْمُقُ |
وَأَقَرَّ عَيْني أَنْ رَأَيْتُكَ راشِداً |
وَوَجَدْتُ فيكَ البِرَّ لا يَتَمَلَّقُ |
تَقْوى الكَريمِ حَبَتْكَ أَخْلاقاً سَمَتْ |
نِعْمَ الشّبابُ بِهَدْيِهِ يَتَخَلَّقُ |
كَمْ كُنْتُ أَلْمَحُ في عُيونِكَ خَشْيَةً |
وَأَرى فِعالَكَ بِالهِدايَةِ تَنْطِقُ |
وَإِذا نَظَرْتَ مَنَحْتَ حُبّاً صادِقاً |
وَيَداكَ في صُنْعِ المَحَبَّةِ أَصْدَقُ |
لَوْ كُنْتُ أَمْلِكُ أَلْفَ أَلْفِ يَدٍ لَما |
أَمْسَكْتُها تَفْدي يَدَيْكَ فَتُحْرَقُ |
وَالنّارُ إِذْ يَسْري إِلَيْكَ لَهيبُها |
تَسْري إِلى عَيْني دَماً يَتَدَفَّقُ |
يُسْراكَ أَمْسَتْ –وَيْحَ عَيْني- جَمْرَةً |
مِنْ بَعْدِما كانَتْ يَداً تَتَرَفَّقُ |
أَلَمٌ تَسَلَّلَ لِلشّفاهِ مُحاذِراً |
سَمْعي، وَعَيْنُكَ في الفَراغِ تُحَدّقُ |
وَتُلِحُّ بي أَنْ أَطْمَئِنَّ مُغالِباً |
دَمْعاً حَبيساً لِلجُفونِ يُحَرّقُ |
وَأُطَمْئِنَ الأُمَّ الرّؤومَ وَقَلْبَهـا |
وَالأُخْتَ وَالأَحْبابَ كَيْلا يَقْلَقوا |
وَإِذا سَأَلْتُكَ جاءَ رَدُّكَ راضِياً |
تَدْعو الرّحيمَ فَبابُهُ لا يُغْلَقُ |
وَلَدي فَدَيْتُكَ قَدْ دَعَوْتَ مُصابِراً |
وَعَطاءُ رَبّكَ مِنْ دُعائِكَ أَسْبَقُ |