|
سَرَى بَرْقُ لَيْلَى فَاضِحًا سِرَّهَا لَيْلا |
وَقَدْ خَلَعَتْ لِيْلًا فَمَا ظَلَمَتْ لَيْلَى |
رَأَتْكَ بِعَيْنِ الوُدِّ لَيْلَةَ عُرْسِهَا |
وَعَيْنِ الأَسَى وَهْنًا فَلَمْ تَسْتَطِعْ طَوْلا |
وَمَا هَجَرَتْ لَيْلَى جَفَاءً وَقَدْ سَقَتْ |
وِصَالَكَ أُنْسًا دُمْتَ فِي عَهْدِهِ حَوْلا |
تَعَامَيْتَ عَمَّا قَدَّمَتْ لَكَ مِنْ رِضًا |
فَغَيْرُكَ أَوْلَى يَا عَمِيُّ بِهِ أَوْلَى |
لَكَمْ أَقْرَأَتْ عَيْنَيْكَ حُبًّا وَأَسْمَعَتْ |
فُؤَادَكَ هَمْسًا مَا اسْتَطَاعَتْ لَهُ قَوْلا |
وَوَافَتْكَ دُونَ الحَيِّ خِلْسَةَ نَظْرَةٍ |
نَهَارًا وَقَامَتْ دُونَ طَاقَتِكَ اللَّيْلا |
وَخَصَّتْكَ مِنْ بَيْنِ الشَّبَابِ لِنَفْسِهَا |
عَدَا أَنَّهَا تَعْيَى مَتَى حَاوَلَتْ حَيْلا |
وَيُسْعِدُهَا أَنْ كُنْتَ سَاكِنَ حَيِّهَا |
وَيُحْزِنَا أَنْ لَسْتَ تُبْدِي لَهَا مَيْلا |
عَلَامَ تَئِنُّ الآنَ وَجْدًا وَحَسْرَةً |
بِلَيْتَ وَلَوْلَا كَتْمُ أَسْرَارِهَا لَوْلا |
أَتَاكَ قِرَانُ الحُزْنِ عَقْدُ قِرَانِهَا |
عَلَيْهِ وَقَدْ تَسْتَاءُ بِيْنَكُمَا لَيْلَى |
وَمَا لَكَ مِنْ رَاقٍ يُعِيذُكَ مِنْ جَوًى |
وَلَا مُرْجِعٍ عَهْدًا لِقَوْلِ"نَعَمْ" أَوْ "لا" |
فَمَا مِثْلُهَا فِي الغِيدِ طَبْعًا وَخِلْقَةً |
وَمَا مِثْلُكَ البَلْوَى بَلَتْ قَلْبَهُ وَيْلا |
قَضَى اللهُ فَاصْبِرْ أَوْ تَسلَّ فَرُبَّمَا |
يُنِيلُكَ خَيْرًا مِنْ مَطَالِبِكِ المَوْلَى |
وَكُنَّ هُيَامَ القَلْبِ وَامْضِ مُعَوَّدًا |
كَغَيْرِكَ لَمْ يَسْطِعْ لِمَوْجَدِةٍ نَوْلا |
فَكَمْ عَاشِقٍ أَشْقَاهُ مِثْلِكَ وَجْدُهُ |
يَرُومُ نَهَارًا غَيْرَ مَا رَامَهُ لَيْلا |
وَعِشْ حَيْثُ يُنْسِيكَ الزَّمَانُ مُدَاوِلًا |
بِخَيْلِ القُرَى نُوقًا وَنُوقِ السُّرَى خَيْلا |