تولّى الليلُ والأثرُ
وضاق الشعرُ والوترُ
أنادي من يتيمني ..
فيأبى السمعُ والبصرُ
أيا ليلاي - يا وطناً -
تولّى وهْوَ ينفطرُ
أنا نايٌ .. أنا وترٌ ..
أنا ليلٌ .. أنا قمرُ
أخافُ عليك من ولعٍ ..
بقلبٍ ليس يصطبرُ !
وذكرى حلوةٍ طربتْ ..
لها أيامُكِ الأُخَرُ
أيا ليلايَ قد ولّى ...
بما في عشقنا العُمُرُ
أنا القبطانُ قد ضاعتْ
وجوهُ البحر إذ بحروا
أنا الأيَّامُ ماثلةً ..
كطيفٍ ليس يندثرُ
أنا ألحانُ راعيةٍ ...
مداها الأُفْقُ والنَّظرُ
فلم أفرحْ لدى أملٍ ..
ولم أجزعْ وبي وطرُ
وما اثناني الإعصا ..
رُ والإبراقُ .. والمطرُ
ركبتُ الحُلْمَ أذرعُهُ ..
وما ورّى به القَدَرُ
ولي بالشعرِ لاعجةٌ ...
إذا ما ها جها الفِكَرُ
ولي بالليل مِقْصلةٌ ...
على ما فيَّ تنتظرُ
أيا ليلاي - ضميني ..
أنا ثكْلٌ به العِبَرُ
فمرفأُ من يعانقنا ...
غشاهُ الهمّ والصَحَرُ !
وصار العمر أمنيةً ...
على كفيَّكِ تحتضرُ
فكوني أنت لي وطناً ...
ليحيا من هُنا العُمُرُ