أخي الطيب الحنون، البعيد عن عيني المستقر بوجداني. هل أخبرك أنني أعيش على أمل اللقاء مرة أخر، أسلي النفس بلعل وعسى، وأرسم في كل ليلة فرحة اللقاء، في مخيلتي تحيا ذكريات الطفولة الجميلة، تحيا وتترسخ بداخلي كلما رأت عيني ظلال الصبار المحيط بمدينتي المشتاقة إليك، ويكبر بداخلي ذات السؤال الموجع : هل يندمل الجرح النازف ؟؟؟
أشواقي أخي الغالي، البعيد، القريب من ذاتي، شقيق روحي، تزداد مع كل شروق وتكبر وتكبر حتى يصبح عمري حنين جارف لا يتوقف أنينه إلا برسم ابتسامة على شفتيك. لطالما لهونا معا ورسم خطى المستقبل على رصيف الحلم الباسم، وعلى حين غرة اغتالت الأحلام أشباح الفراق والغد، تفرقت أوصالي وقلبي أضناه التعب واجترار الأحزان، لكنني مازلت كما عهدتني الإيمان سلاحي، واليقين يعمر فؤادي ولا يساورني الشك بأننا يوما ما سنلتقي، وسيضمنا الحلم بالحرية من أسر العدو، من أفكار أنانية كادت تقضي على أمتنا، سنتقاسم معا ظل الشجرة العريقة، وستملأ الفرحة قلوبنا الندية.. عندها سأدرك بأن العمر حلم جميل مسافر على جناح الإيمان في سماء اليقين.. وستعلم عندها أخي الحبيب كم أحببتك، وكم اشتاق قلبي أن نجتمع مرة أخرى في ظل محبة صافية لا يكدرها شبح الغياب والخوف من الآت ...
دمت بألف خير وسعادة، ولترعاك عين الله ولتحفظك من كل سوء أخي وحبيبي وقرة عيني.
كن سعيدا من أجلي..