يطيل العقل في ايضاح عذري لمن شكوا باقدامي وصبري وماعلموا بأني رهن روح إلى المجهول تدفع كل فكري هوايتها ركوب الهول دربا إلى قهر المحال وكل سر لقد جرت بما ترنو عذابي وقبل الحلو يشرب ألف مر فكم من ظلمة رعناء طالت بها الساعات قبل بزوغ فجر فهل تنسى شوارع في دمشق ضريرا كان نحو العلم يجري لكم لطم الأنام بغير قصد بهامته لضيق في الممر وأشجار له نصبت فخاخا يصادفها فتسلمه لضر وكم من حفرة صادته يوما فأودت بالعظام لشبه كسر وكم جرح أتاه في كلام من الماشين لم ينفذ بيسر أأعمى ثم تمشي دون هاد من الأصحاب؟ أم طلاب بر ولاتسأل عن التدريس إني تمزقني الهموم بدرس جبر على لوح لقد خطت سطور بأقواس وتخطيط وكسر ومالي من ضياء غير عقلي لأقرأ ما يخط بغير عسر ولكن كل هذا لم يخفني فصدري بالرحابة مثل بحر وتصميمي على قهر الرزايا يشد خطاي للآتي المسر كذا الانسان اقدام وصبر يبز الغيم علياء كنسر
شعر حماد الشعراني 1962-1984 .
تعريف بالشاعر
ولد عام 1962 ميلادية وكان ترتيبه الحادي عشر في أسرة والده المزارع المسن.
ولد وعاش أعمى.
دخل وهو صغير السن جمعية المكفوفين في السويداء ليعاشر شبابا في العشرين ويتتطبع بطباعهم. وعندما انتقل إلى دمشق ليتابع الدراسة مع أطفال في سنه شق عليه التعامل معهم فكان يردد وحيدا ماعلمه أبوه من قصائد شعبية.
في سن التاسعة بدأ يكتب بعض أبيات الشعر:
آن وقتي للجهاد أعود..........بعدما طال زمان الركود.
في عام 1978 حاز بتفوق على الشهادة الاعدادية ودخل الثانوية في مدرسة للمبصرين وكان عليه أن يدرس الرياضيات والفيزياء ويفهم مايخط على السبورة من أشكال.
في عام 1981 حصل على الدرجة الأولى في سوريا في الشهادة الثانوية الفرع الأدبي.
درس اللغة العربية وآدابها في جامعة دمشق وكان متميزا ولكنه لم ينه دراسته فقد اختطفته يد المنية في خريف عام 1984 وهو يقطع الشارع أما سكنه في المدينة الجامعية تحت عجلات حافلة يقودها أحد"المبصرين"في اليوم ذاته الذي توفي والده فيه اثر عملية جراحية على قلبه.
له ديوان مطبوع "تمرد في مدائن الليل والموت" وقصائد أخرى كثيرة كان يعدها للطباعة قبل وفاته.