-1-
قرأتُ الوصايا
ونمروذُ يلقى خطاباً على المُعْدَمِين
يُقَدّمُ بنَد المعونةِ
ضمناً
ليبتاعَ أفواهَنَا
كى يشَرّع للبائسين
ولا زلتُ أعنيه بالبُعدِ :
"كَلا"
فـ"لا" لست إياك أعبدْ
وإياك .. لا أستعين
-2-
من بين وريقاتِ الصفِّ
لدى صندوقٍ خشبىٍّ
أخرجتُ خطابكَ يا جَدّى
وقرأتُ ختام وصاياك
تَذْكُرُ فيه:
إن دخل القهر من البابْ
خرج الفاروق إلى الأحلاك
-3-
كيف الخلاص وعندنا الشريانُ
تعبرهُ المُؤَن
وتميل ميلتها على جدرانهِ
تمتص من جنباتهِ .. أصل الحياة
السير واصل منتهاه
ورشائح الشريان جف مدادها
حتى تصلبَ
من مدادٍ قارصٍ
يطوى حشاه
-4-
وقالوا فيك ما قالوا
ولست مفارقا للوصفِ
ما كذَّبتُ أمثالا من العبرِ
أُقَاسِمُها
بتشبيهِ المسيرِ لديكْ
كمِثلِ الناقةِ العمياء قادَ زمَامَهَا أعْمَى
على دربٍ من الحفرِ
و كالسّكين حاز برودةَ القطبينِ
ثم يريد قطع حدائدِ القدرِ
-5-
أملانا الأستاذ مرارا
أن من السهل على الإنسان بأن يتقلد صوت حمار
لكنَّ الأسهلَ
أن تنسل إليه بلادةُ كلِّ حمير الأرضِ
بلا سابق إنذار
يشربها فى صحو الريقِ
وبالتحديدِ قُبَيْل شراءِ صحيفتهِ
عند الإفطار!
حيث يسَلّمُ خِصّيصاً
أن صدورَ العلفِ البائتِ للمتخاذلِ أشتاتاً
يبقى عُرفا بين الأقطار
-6-
عامٌ وراء العام ما زالت نعاج النجع تهمسْ
وحِمامهم بِنْتُ السَّلامِ تُجَاورُ البيضَ
ارتقاباً علَّهُ .. يفقسْ
وتأرجَحَتْ فى ذَيْل أفْعَى
أوصدت كل احتمالات السقوط بزعمها
أن الوداعة تشهر الميثاقَ
تغمدُ سُمَّها
والفمَّ لن ينفث
-7-
حمدا للهِ أيا يوسف
أن قميصكَ
لم يسقط فى كف الدجالين
حمدا لله ..
فالعالم يهرق بين الحينِ ..
وبين الحين
والحائر فى شرف المهنةِ
بالتشويه يقاد بسيف المحتالين
ألاّ يستقبل ميناءً
لا تستهويه سوى آمال الطوافين
ويظل خطاب العالم إعداما لنفور الدنيا
فى ثوب الدين
-8-
عَلم التمساحُ بأن الدمعةَ
من عينيه غدت
أسطورةَ من يتناغم بالأمثالِ
فأطرق دهرا..
واستعظم أفواه العالمِ
أطرق .. دهرا
سد منابع دمعاته.
قرر منها،،
أن يبحث عن سحرٍ آخر
فاختار بأن يكتب شعرا....!