المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الرشيدي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اعصم لساني من قول لا يرضيك ، ومن قول يسخط علي عبادك الصالحين ، اللهم أرني الحق حقا وارزقني اتباعه وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه ..
مررت هنا ، فألفيت فضلا سابغا وعلما واسعا وأدبا جما بيد أني رأيت هنات كالتي في وجه القمر لا تضيره و لا تؤثر البتة على جماله وبهائه وروعته ...
أتأذنان لي أخوي الكريمين أن أتدخل في هذا الحوار ، فما أتيت إلى هذه الواحة إلا لأتعلم من الكبار أمثالكما ، وربما عن لي في ما تتفضلان به رأي هو كالزبد ما إن تتقاذفه أمواجكما حتى يتلاشى وكأن شيئا لم يكن ..
***
قرأت أولا دراسة أختي الأستاذة الأديبة الأريبة عطاف - حفظها الله وإياكم - فأفدت من علمها ، وفهمت ما أسعفني به ذكائي الفطري والمكتسب وقبست من أنوارها وذلك أني أعطيت ورقة كتب فيها أنت من المتخصصين في النقد والبلاغة فهانت عندي قيمتها ، وإنه لزمان سوء أن يتقدم فيه أمثالي لفهم بيان القرآن الكريم ...
أقول لقد راقني ما سطر يراعك أختي الكريمة - ورحم الله أيام القلم - وإن كان يسوغ لي أن أبدي شعورا انتابني حين قرأت لك ، فثمة إحساس بتسلل شيء من تلك الدراسات التي خشيتي على أخينا الأديب المفضال ابن الموصل خليل حلاوجي - زاده الله رفعة في الدارين وإياك - أن تكون هي قراءته التي يقرأ بها القرآن ، وهو أبعد ما يكون عن هذا النهج ، وذلك أني وجدتك تقولين : " ... ما يسمى بالالتفات ... ما يمى بالتجريد ..." فما منعك أن تقولي : الالتفات ، التجريد ، كما قلت في كل الدراسة من نحو الاستفام والتقديم ، والقصر ... أليست هذه مصطلحات بلاغية كالالتفات والتجريد ، فما السر في ( يسمى ) يسمى عند من ؟ إن كنت تخاطبين من يفهم معنى ( القصر ) و ( الحصر ) و ( والتقديم ) فإنه حتما سيفهم ( الالتفات ، والتجريد ) وإن كنت تخاطبين من لا يفهم ، فكان الأحرى أن تقولي في الجميع : ما يسمى .
أختي الكريمة الفاضلة أرجو أن يسعني حلمك وتغفري لأخيك ظنا - وليس كل الظن إثم - حين أقول : يبدو أن شيئا من الأثر النقدي الحداثي تسلل إليك ، وليست هذه الكلمة ( ما يسمى ) هي التي أملت هذا الشعور ، وإنما طريقتك في كتابة القصة ، وكلمة حق هي علي واجبة أن كتاباتك عربية خالصة ، وأن ما داخلها مما ذكرت هو قطرة في بحرك النابع من أرض العرب ، ولكن ما أفعل وقد استطعمت تلك القطرة ؟
أختي الكريمة ليتك تجودين علي بما طلبته من أخينا الكريم خليل : " أتسمح لي أن أتوقف وأتحفظ معك " ورجائي ألا يكون منك كما كان منه ، ولعلي أغضبه الآن ، و ما أجمل غضبه .
ثم إني قرأت تحفظك أختي الكريمة على أخي الكريم ، وهو تحفظ في محله لو كانت هذه الكلمة صادرة من غير الخليل ، فقد عرفت هذا الفاضل وأنا لم يمض على مقدمي سوى أيام معدودة ، وأحسب أنه حامي الفكر الإسلامي العربي في هذه الواحة ، فما تفضلت به وجيه يكشف أصالتك وحبك لكتاب الله - زادك الله حرصا ورفعة وإياه - ثم إن أول آية نزلت ( إقرأ ) فإذا أنا قرأت القرآن ، ثم قلت : كانت محصلة قراءتي للقرآن كذا وكذا ، هل يعد قولي هذا غير لائق بقدسية القرآن الكريم ؟ والله إني أسألك سؤال الجاهل الذي يفرق من جهله كما يفرق الرعديد عند رؤية الأسد .
ثم إني قرأت كلمة أخي الذي أحببته في الله حين شرفت بإطلالته على مشاركة متواضعة لي ، والأرواح جنود مجندة ، فراعتني غضبتك أيها الفاضل من كلمة نصحت بها أخت هي العلم الراسخ والأدب المتفرد والخلق الرفيع ، ترى ما الذي أثار حفيظتك سؤال حيرني ؟ فما رأيتك إلا بلسما وشهدا وعقلا راجحا يعد كلماته عد الشحيح دراهمه .. أخي الحبيب هب القلم زل وأنا أكتب لك الآن أسأجد منك الغضب أم سأجد الحلم والحب الذي جرأني على الكتابة إليكما معا .
ولو كان الحوار الذي دار بينكما قديم العهد لما كتبت حرفا ، فإن وجدتما ما يسركما ، فذلك ما كنت أبغ ، وإن كان غير ذلك ، فتقبلا إعتذاري على هذا التطفل بين أخ كريم وأخت له كريمة ، ولن أعود لمثلها أبدا
ولكما الإكبار والتوقير والمودة دوما