أقصد بالقطع معناه الإيبستيمولوجي كما يحدده علماء أنثروبولوجيا الثقافة : أي : تغيير أسس التفكير عندنا ، بما هي أصول للبحث والإنتاج المعرفي والفكري ، وبذلك فقط يتغير اتجاه الجهد الثقافي في نية العقل العربي الإسلامي . أقصد لا فقط تخير القضايا التي يجب البحث فيها ولا فقط منهج البحث ، بل بناء العقل ذاته وأسسه ومرتكزاته . نعم نحن لا نستطيع القطع مع المسلمات والمرتكزات لأن القطع معها ببساطة يخرجنا من دائرة ثقافتنا ،، أي نصبح كائنا غير عربي ولا إسلامي ، ولكن البحث يجب أن ينصب على هذه المسلمات نفسها فيحددها بوضوح ويرسم خرائطها بقدة فنعرف من نحن وماذا نريد تحديدا ، أقصد نحدد الهوية والمصير . انظر مثلا حوارنا حول الأصالة والعاصرة ، هذه القضية التي استهلكت جهودا طائلة ولا طائل ،، انظر إليها فقط في مجال الأدب مثلا : وفي الشعر تحديدا واطرح حداثة " أدونيس " وما حام حولها وستفهم أن الإشكال يمس الهوية مباشرة ، أي تلك التي نسميها " مسلمات " ...
وللحديث بقية