نهى العزيزة...
غياب وعودة..
نصك نهي ينم عن حالة استثنائية..فالموت اصبح لغة الواقع العياني لكل من يعيه..ولغة الموت هذه لم تعد مقتصرة على شأن دون اخر..وكأن الواقع ولسن الحال يقول بأن اجشادنا قد ضاقت ذراعاً بأرواحنا.. فالتجأت الى الموت كقرار وبديل..نصك ينم عن حالة فريدة..فمن جهة وعي وادارك..ومن جهة اخرى قلق..فالانتظار بحد ذاته قلق مستمر..ولنستمع معاً الى ترنيمة فينيكوت:" ليس الكائن الذي انتظر حقيقا.. انه كثدي الام للرضيع..اخترعه واعيد دون هوادة انطلاقا من قدرتي على العشق ومن حاجتي اليه..يأتي الاخر الى حيث انتظر والى حيث اخترعته..اذا لم يأت اهذي به..الانتظار هذيان.."ويقال: بأن احد العلماء الصينين عشق جارية قالت له: سأكون لك بعد ان تنتظري مئة ليلة ..جالسا على كرسي..في حديقتي..وتحت نافذتي..لكن في الليلة التايعة والتسعين..نهض الصيني وحمل كرسيه تحت ابطه وانصرف.
ايتها العزيزة..
لغة الموت هذه تمكنت منا ..وهذيان الانتظار اصبح هاجسنا..ونحن لم نزل نحن..لاننا لانعي كيف نخرج ذواتنا من قوقعتنا.
دمت بخير
واهلا بك
جوتيار