|
غيري له سكرٌ من إبنة العنبِ |
والمجد أثملني من سيّد العرَبِ |
فذاك يسكر في ليلٍ وإن طلعت |
شمس الصباح صحا من دونما وصبِ |
وكيف أصحو أنا والوعي أسكرني |
من نور مولاي مذ قذ طلّ لم يغِبِ |
فلا يزال به التلفاز مشتغلا |
أثيرُ صبراً أتشكو منه من لغبِ ؟ |
وما شكونا، أيُشكى مَنْ بِصورته |
يُذاد عنا جفاف الروحِ والسّغبِ |
كما بأجسادنا تلفى مآثره |
رطوبة ً ننتشي منها من الطّربِ |
العِلْمُ لمّا يزلْ من فيه منطلقا |
لا شيءَ ذاك الذي قد جاء في الكتُبِ |
يصّـعّد العقل في آفاق رتبته |
فيستكين ويُلفى جدَّ مُستَلَبِِ |
ولا يلام بذا عقلي فسيدنا |
هو الذي لسواه مانح الرّتبِ |
الانتصارات تترى مذ ألمّ بنا |
ونحن من غلَبٍ نمضي إلى غلَبِ |
بحمرة العين عن بغداد ذاد فإذْ |
من رعبهم راغ جند الروم للهربِ |
فظل يتبعهم جيش لنا لجبٌ |
حتى استحلّ بواشنطون ذا القُبَبِ |
"عجينَ فلاحةٍ " علمت سيّده |
فارأفْ بحالته يا سيّدي تُثَبِ |
أنت الكريم وهم أنضاءُ مَهْلكةٍ |
وأيُّ باغٍ على مولايَ لم يَخِبِ! |
"يا سيدا صار في مَنْهَتـْنَ منزله" |
من راغ عنه فأيم العزّ للتـّّـبَبِ |
عهدَ الفتوح أعدتم درّ دركم |
كخالدٍ لحتَ في أثوابه القُشُبِ |
كأنما فيك قد قيلت مدويّةٌ |
"ألسيف أصدق إنباءً من الكتبِ" |
ثم ادعاها بمحض الزور معتصمٌ |
فما عمورِيّةٌ في نصرِكَ العجَبِ |
وفيت إذ قلت بعد البيعة انتظروا |
مني العجائب قد وُقِّتنَ في رجَبِ |
إيماءةٌ منك ردّت أرضَ أندلسٍ |
وعطسةٌ حرّرت يافا مع النّقَبِ |
تراقصت قبة الأقصى فعانقها |
في فرحة هرمٌ والنيلُ ذو الحسبِ |
سواك يا سيّدي ألغى مواثقه |
بثورةٍ جلّلت بالعار والتّبَبِ |
فيك الثوابت ما زالت مثبّتةً |
فالأرضُ منكَ كبعض الذيل للجأَبِ |
الكون ما كان إلا كي تكون به |
كأنه منك مشدود إلى طُنُبِ |
ما ثروة الأرض والأفلاك تحسدنا |
عليك يا سيّدي فابذخ ولا تهبِ |
العزّ عزّك والأمجاد مكرمةٌ |
منها كسوت صلاح الدين بالقصبِ |
يا لائمي في هوى مولاي معذرةً |
أما ترى بركاتٍ منه للعربِ |
ألا ترانا توحدنا بمقدمه |
من بعد فرقتنا النكراءِ والنّوَبِ |
هذي بلادي ما حدٌّ يمزّقها |
قد وحّد الشعب من طنطا إلى حلبِ |
أعاد أندلساً من بعد غربتها |
من بعد تحرير موزمبيقَ والنّقَبِ |
لا تعجبنّ لموزمبيقَ، حضرته |
ينبوعُ خيرٍ بلا منٍّ ولا نَضَبِ |
لسائر الخلقِ لا للعُرْب وحدهم |
سلْ مارِبَيّا عن الإنفاق والذّهبِ |
لا فرق بين دمشقٍ عند سيدنا |
وبين سيناء في حكمٍ ومُكْتسَبِ |
ما مدّ يوما لبيت المالِ راحته |
المالُ يسعى له من دون محتسِبِ |
يفتي له كل ذي علمٍ برغبته |
يسخر الله للإفتا ذوي الجُبَبِ |
فإن أصابوا لهم أجرٌ وإن خطِلوا |
عشرون أجرا وكأسٌ حُفّ بالحببِ |
لك الهتافاتُ بليونٌ يرددها |
بالروح بالدمِ نفدي عصعص الذنبِ |
أما ترانا به صينت كرامتنا |
فالأمر شورى على منهاج خير نبي |
ما ظلّ في مصرَ والأوراسِ محتجَزٌ |
أنعم برحمته من خير منقَلَبِ |
ولا أريقت دماء المسلمين ولا |
خرّوا لأعدائهم ذلاًّ على الرّكَبِ |
يدوم حكمك يا مولايَ مزدهراً |
وبعد عمرٍ طويلٍ دامَ في العقبِ |
لا بل تدومُ بالاستنساخ ما بزغت |
شمسٌ وزُيِّنت الآفاق بالشهبِ |
بالعلم يستنسخ الأغنامَ مختبرٌ |
وأنت مستنسخٌ بالمجد والغلَبِ |
فأنت أسمى من الأغنام منزلةً |
شتان بين التهاب الحلقِ والجربِ |
مولاي تعتعتُ من سكري بطلعتكم |
كالخمر يسكر بعض التين والعنبِ |
لا شكّ تسمح تخليطي فلست سوى |
مسطّلٍ في هوى ساداتنا النّجبِ |
فقبلكم كالدّمى كانت تصرفنا |
روما كما تقذف (الكوراتُ في اللعِبِ) |
حتى اليهودُ أذلُّ الخلق كلهم |
بالوا علينا فهللنا من الطّرَبِ |
إنا لنطمح يوم البعث تحكمنا |
فحبنا لك فوق الشكّ والريّبِ |
قل القرود همُ أبناء عمكم |
نحبّهم ما عهدنا فيك من كذبِ |
فما الخلافةُ إن تقرنْ بحكمكم |
إلا الرمادَ إذا ما قيس بالذهبِ |
يلومني فيك عذّالٌ بقولهم |
أطلت مدحك يا هذا ألا اقتضبِ |
كيف اختصاري ولو بيداؤنا ورقٌ |
كما مداد يراعي هاطل السحبِ |
لقصّرا عن مدى مجدٍ تؤثله |
يمناكمُ يا بني حمالة الحطبِ |
ما عاب شعري ثقوبٌ فيه قاصرةٌ |
عن الثقوب بحكامٍ من العربِ |
هذا المقام له قولٌ يناسبه |
كما التناسب بين العهر والكذبِ |
وبين بعض جباه القوم خانعة ً |
ونعل شارون ملعوقاًً كما الحلَبِ |
إني لأقرف من ذاتي فأبصقُني |
فيُقرِف الأرضَ مني أنني عربي |