من أحاديث عبد الله الراوي
شعر: مصطفى عراقي
1) لنا حلمنا.. ولكم الكابوسُ
"أرى رءوسا قد أينعت وحان قطفها"
حدثنا عبدُ اللهِ الرَّاوي ، قال:
قال الحجَّاجُ الثقفىُّ وقد قام خطيبًا فينا :
/
/
/
"معا ستصبحُ البلادُ رائعهْ
معا سنكملُ الطريقَ للشروقْ!
فعندكم ما نشتهى، وعندنا ما تشتهونَ..؛
عندكم هذى الرءوسُ اليانعهْ
قد استوت على الجذوعْ
تُثقلها الأوهام والأحقادْ
وعندنا مناجلُ الحصادْ
وعندكمْ هذى الوجوه الساطعهْ
تطوفُ فى مرآتها الشجونْ
وعندنا السجونْ
وعندكمْ تلك العيون اللامعهْ
تُشِعُّ بالبريقْ
ترسلُ نحو قصرِنا أشعةٌ كأنها الحريقْ
وعندكم ألسنةٌ حِدَادْ
تطوف فى الساحات كالقصيدهْ
أو مثل ضحْكة ترنّ
وعندنا المذياعُ والجريدهْ
وعندنا فى كل حائطٍ أذُنْ
وهذه قلوبكم تضِجُّ بالحنينْ
لغادة وهميهَّْ
تدعونها الحُرِّيَّهْ
وعندنا المحاكمُ السريهْ
وعندكمْ فى كل ساعة ضحيهْ
وعندنا الدفاع والشهود والقضيهْ…"
/
عبد الله السامع فى صوتٍ منخفضٍ لا يسمعه الجندُ وقد أخفى فاهُ
كى لا أحد من البصاصين يراهُ
تمتم بكلام معناه:
"وعندنا أحلامنا وعندكم يا أيها الطغاهْ
عِنْدَكُمُ الْكابوس
يطوفُ حول القصر فى عبوسْ
يسيرُ خلف غيمةِ السَّوادْ
يُنْبِئُكُمْ بأننا فى ذات يوم قادمٍ نُبدِّلُ الأدوارَ بيننا؛
تصيرُ عندكم رءوسْ
وعندنا مناجلُ الحصادْ
لتصبح َالديارُ رائعهْ !
"
/
/
/