|
فدّتْكَ روحي أيّها المخمورُ |
من للكؤوسِ إذِ الصّحافُ تدورُ؟!! |
نهتزُّ حينَ تدبُّ بين ضلوعِنا |
صرفاً و تجري في الحشا و تسيرُ |
خفّي على تلكَ القلوبِ مريضةً |
و لتُنْصفيها مرةً يا (نورُ) |
و لتُتْرعي كأسَ الوصالِ مَودّةً |
إنّ الغرامَ على الرجالِ يجورُ |
ميلي إلينا يا فَدَتْكِ نفوسُنا |
فوقَ الخدودِ هيامُنا مسطورُ |
كأسٌ بكفّكِ مثل وجهِكِ شَعْشَعتْ |
و الليلُ تسطعُ في سماهُ بُدورُ |
ميلي و سيلي يا فتاتي فتنةً |
العودُ حنَّ و زغردَ (الزامورُ) |
و لتمتعينا قد شَفَيْتي سَقْمَنا |
خودٌ و خَصْرٌ خارقٌ و خمورُ |
هذي الحياةُ و تلكَ جنّةُ شاعرٍ |
دانتْ لهُ يوم المجونِ نُحورُ |
نورٌ على نورٍ تبخترُ بيننا |
تيهاً و أثملَ ثوبَها الكافورُ |
خفّتْ إليها و القلوبَ عيونُنا |
و سناؤها من قدّها منثورُ |
تمشي إلينا بالمدامِ معتّقاً |
في قَدْحِ سحْرٍ حفّهُ البلّورُ |
و بِزِقِّ راحٍ أثقَلَتْهُ ذنوبُهُ |
عَصَرتْهُ في كَبِد الزمانِ عُصورُ |
لهْفي على تلْكَ الكؤوسِ تكسّرتْ |
و القلْبُ مثلَ زجاجِها مكسورُ |
تلكِ الرموشُ البابليةُ ويلةٌ |
من ماتَ دون نصالِها معذورُ |
و الكحلةُ السوداءُ تصقُلُ حدَّها |
و لها على طرف الجفونِ حضورُ |
يا ويلَ مجلسنا تفرّطَ عقدُهُ |
شفّتْهُ من حُسْنِ الكعابِ أُمورُ |
فكأنّهُ من عشقِهِ نارٌ سَمَتْ |
و كأنّهُ من شوقِهِ تنّورُ |
للّهِ شكوانا , و آخرُ أحرفي |
فدّتْكَ روحي أيها المخمورُ |