المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام القاضي
يعيش مشاعر الفقد..فقد السعادة .. فقد الاهتمام تحت ذرائع الأولويات
وتعبيرك بهذه المقدرة العالية عن الزوج لا الزوجة ( المفترض أن تمثليها كأنثى) يدل على عين راصدة محايدة
وهي عين الفنان المجردة التي تبحث عن الجمال أينما كان وتصوره ، وربما يكون هذا إسقاطاً عكسياً على مشاعر الزوجة التي تعيش نفس المشكلة بطريقتها .. عند إهمال الزوج لها ، واعتبار كل ما تفعله بديهياً ..من عمل ، وانشغال بالبيت والأبناء ..إلخ .
رأيت القصة وكأنها سؤال لا يطرحه الزوج مباشرة، ولكننا نعيشه في حيرته وفي بحثه اللانهائي عن السعادة
المفقودة ، والحب الذي كان ، والذي تحول مع أولويات الحياة إلى شكل مختلف يقنع به كما جاء في النهاية البليغة
والتي تمثل الجواب على السؤال الدائر منذ البداية؛ فإذا كان السؤال هو نصف القصة فقد أتت الإجابة (الخاتمة)
لتكون النصف الآخر من القصة على الرغم من أنها جملة واحدة ، ولكنها تقول الكثير والكثير ...
فيمضي إلى عمله مترعاً بالحب !!
عمل أكثر من رائع أراه نموذجا للقصة القصيرة كما يجب أن تكون .
أيها الصديق الأديب حسام القاضي
قراءتك تعيد الحياة للنص
كأنما تعيد كتابته
رغم ضبابيته
كلنا ذلك الإنسان
نركض في ضباب
تغتالنا الحياة دون أن نشعر
تمزق أشياء بداخلنا دون أن ننتبه
فنركض في الضباب
لا نتوقف لتأمل حياتنا ، للنظر في الماضي أو التفكير في المستقبل
فقط نركض ..
كانت تقتحم مخيلتي ـ وما زالت ـ
صورة الراكض في الضباب الذي لا يرى شيئا
إذا نظر إلى الخلف لا يبصر شيئا وإن نظر إلى الأمام تتعب عيناه
لم يفكر في التمهل لحظات ربما تتضح معالم الأشياء رويدا
أو يتمكن من تحديد هدفه الحقيقي أو غايته من الركض أو ليعيد ترتيب خطواته اللاهثة
مستمر في ركضه وإن يكن من أجل أشياء بعيدة عن الغاية وأبعد ما تكون عن الهدف
وتنتهي الحياة بانتهاء الركض
كلنا ذلك الإنسان
نركض في الضباب
الإنسان ليس رجلا أو امرأة
المهم هو التجربة بغض النظر عن صاحبها
بغض النظر عن الجنس
ودون الوقوف في صف أحد أو الانحياز لأحد
إنها تجربة إنسانية
نستشعرها ونعبر عنها
قد تكون منحازا للرجل أحيانا
وقد تكون متعاطفا مع المرأة فى أحيان أخرى
وكثيرا ما تطمح إلى بلوغ الحيادية
ولكن الأكثر صدقا هو التعاطف مع الإنسان
ورفض الاتجاهات التي تحاول محوه أو تصنيفه
أو تحقيق انهزاميته
وقطع جذوره
وإزالة مرجعياته
لتجعل منه مجرد شيء
فاقد المعنى
مع خالص شكري
علا حسان