|
صّحا الخّليجُ عَلى الِإعْصـارِ مُضْطَرِبا |
وَزَمْجَرَ الرَّعْدُ في أَجْوائِهِ غَضَبـا |
عَتيـقُ لُؤْلُئِـهِ في البَحْرِ مُخْتَبِـئٌ |
وَفي السَّماءِ أًزيـزٌ مَزَّقَ السُّـحُبا |
وَاسَّـاءَلَ الرَّمْلُ عَنْ جَمْرٍ بِشاطِئِهِ |
وَأًفْزَعَ النَّخْلَ مَرْأى الماءِ مُلْتَهِبـا |
كَأَنَّما الشَّمْسُ أَلْقَتْ فَوْقَـهُ حِمَمـاً |
فَهَلْ نَرى النَّفْطَ فيها أَمْ نَرى الشُّهُبا |
بَلْ ذي القَذائِفُ وَالغيلانُ تُطْلِقُهـا |
تُصْلي الخَليجَ بِأَلْوانِ الرَّدى صَبَبا |
مِنْ طائِراتٍ كَما العُقْبانُ حائِمَـةٍ |
وَمِنْ بَوارِجَ تُهْدي حِقْدَهـا لَهَبـا |
وَالأَهْلُ كَالسَّبْيِ في سِـلْمٍ يُمَزِّقُـهُ |
صُنَّاعُ حَرْبٍ فَلَمْ تَعْرِفْ لَهُمْ حَسَبا |
وَالمالُ في عُهْدَةِ السُّـرَّاقِ مُنْتَهَبٌ |
وَالعَهْدُ أَصْبَحَ في أَعْرافِهِمْ كَذِبـا |
أَهْـلَ الخَليـجِ وُقيتُـمْ كُلَّ نائِبَـةٍ |
وَمِنْ نَبوءَةِ حَـرْبٍ صَوَّرَتْ تَبَـبا |
إِنْ يَقْرِضِ الشِّـعْرُ بِالتَّحْذيرِ قافِيَةً |
فَالخَوْفُ أَنْ تُفْجَعوا أَمْلى بِما كَتَبـا |
أَرى الخَليجَ عَلى الأَخْطارِ مَضْجَعُهُ |
وَالذِّئْبُ إِنْ يَرَ حَمْلاً غافِلاً وَثَبـا |
لا يَطْلُبُ الحُرُّ في الطَّاغوتِ مَكْرُمَةً |
لَوْ كانَ يًمْلِكُهـا لاغْتـالَها وَأَبـى |
وَذا الخَليجُ مَدى الأَيَّـامِ في خَطَرٍ |
ما دامَ رَهْناً لِحِلْفِ الشَّرِّ مُغْتَصَبا |
فَالأَمْنُ أَوْدَتْ بِهِ "الأَحْلافُ" في سَفَهٍ |
وَالعَدْلُ مَزَّقَـهُ أَشْـرارُهُمْ إِرَبا |
فَأَيْنَ ما كانَ في ظِلِّ النَّخيلِ نَدىً |
في كُلِّ نائِبَـةٍ أَمْنٌ لِمَنْ رَغِبـا |
أَيْنَ القَوافِـلُ تَحْدو في مَرابِعِـهِ |
لَمْ تَخْشَ مُجْتَرِئاً أَوْ تَخْشَ مُرْتَهَبا |
وَفي البِحارِ بِأَقْصى الأَرْضِ يَحمِلُها |
هَدْيُ الرِّسالَةِ نوراً يَرْفَعُ الحُجُبا |
فَمَنْ أَجابَ غَدا الإيمانُ مَرْكَبَـهُ |
لِلْفَوْزِ وَعْداً مِنَ الرَّحْمنِ مُكْتَتَبـا |
وَمَنْ أَبى لَمْ يَخَفْ ظُلْماً وَلا عَسَفاً |
فَالعَدْلُ فَرْضٌ وَعَهْدٌ بَدَّدَ الرِّيَبـا |
وَإِنْ تَفَرَّقَ قَـوْمٌ زالَ بَأْسُـهُمُ |
وَمَنْ تَلاقى عَلى التَّوحيدِ ما غُلِبا |
أَهْلَ الخَليجِ أُعَزِّيكُـمْ بِضَيْفِكُـمُ |
نَمْرودُ حَرْبٍ أَتاكُمْ حامِلاً حَطَبا |
لَمْ يَعْرِفِ الدَّهْرُ شَيْطاناً يُشابِهُهُ |
أَوْ يَعْرِفِ الدَّهْرُ إِثْماً مِثْلَما ارْتَكَبا |
فَلُّوجَـةُ العِزِّ لا تَنْسى جَرائِمَـهُ |
وَجْوَنْتَنامـو وِسـامٌ زادَهُ تَغَبـا |
أَبو غَريبٍ تَجَلَّى فـي زِيارَتِـهِ |
وَغاظَ إِبْليسَ أَنْ يَلْقى بِهِ نَسَـبا |
يا زائِراً أَرْضَنا لا مَرْحَبـاً بِدَمٍ |
عَلى يَدَيْكَ وَمِنْ إِجْرامِكَ انْسَكَبا |
نيرو وَهِتْلَرُ وَسْتالينُ لَوْ جُمِعوا |
كانوا كَجُنْدِكَ أَوْ أَتْباعَكَ النُّجُبـا |
في شُرْعَةِ الغابِ صِرْتَ اليَوْمَ ذا قَدَمٍ |
وَلَوْ مَرَرْتَ بِذِئْبِ الغابِ لاجْتَنَبا |
يا صاحِبَ البَسْمَةِ البَلْهاءِ تَرْسُمُها |
جَهْلاً بِحالِكَ أَوْ فَخْراً فَواعَجَبـا |
أَلْحَقْتَ عاراً بِأَمْريكا جَعَلْتَ لَهُ |
كُلَّ الكَبائِرِ في تاريخِها أَرَبـا |
وَأَنْتَ عارٌ عَلى الإِنْسانِ ما بَقِيَتْ |
كَرامَةُ الخَلْقِ مِقْياسـاً وَمُرْتَغَبـا |